تسليم السلاح في لبنان: خطوة جديدة نحو الاستقرار
هبت رياح تسليم الأسلحة في لبنان، حيث بدأت حركة «فتح» عمليات تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط، ابتداءً من مخيم برج البراجنة في بيروت، لصالح الجيش اللبناني. في مساء الأمس، استلم الجيش اللبناني شحنة من الأسلحة، تم تخزينها في أكياس، بحضور عدد من المسؤولين الفلسطينيين وعناصر من الجيش اللبناني، بالإضافة إلى مسلحين من قوى الأمن الفلسطيني الذين كانوا يتسلحون بأسلحة خفيفة.
وقالت مصادر فلسطينية إن هذه العملية تشمل حالياً حركة «فتح» والفصائل التابعة لمنظمة التحرير، بينما تظل حركة حماس وغيرهم من الفصائل الأقرب لها رافضة لتسليم السلاح. وبذلك، فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الساعات الأخيرة لا يشمل هذه الفصائل.
تطورات مشهد السلاح الفلسطيني في المخيمات
من جانب آخر، أكدت الفصائل الفلسطينية في لبنان أن ما يجري في مخيم برج البراجنة يعد شأناً داخلياً يخص حركة «فتح» فقط، ولا يرتبط بمسألة السلاح الفلسطيني المتواجد في المخيمات. وأشارت إلى أن أسلحتهم ستبقى طالما استمر الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، وأن استخدامها سيكون محصوراً في مواجهة الاحتلال فقط.
وفي سياق متصل، أفرجت السلطات اللبنانية عن إسرائيلي يُدعى صالح أبو حسين، ينتمي إلى بلدة عربية في شمال إسرائيل، بعدما كانت قد احتجزته العام الماضي لدخوله الأراضي اللبنانية بصورة غير قانونية، وذلك بعد وساطة من الصليب الأحمر الدولي.
هذا التوجه نحو تسليم السلاح يحمل دلالات على تطورات سياسية داخلية في لبنان، حيث يبدو أن هناك تبعات لاستمرار عمليات تسليم السلاح في المخيمات، والتي من الممكن أن تسهم في إحداث تغييرات في المعادلة الأمنية في البلاد. في الوقت نفسه، تظل الأوضاع مربوطة بالتفاعلات الإقليمية والدولية، مما يعكس تعقيد المشهد الفلسطيني واللبناني.
يبدو أن الحديث عن تسليم السلاح في لبنان يشير إلى مرحلة جديدة، تتمحور حول ضرورة تعزيز الاستقرار الداخلي وتخفيف التوترات، إلا أن تبعات ذلك قد تتفاوت بناءً على استجابة الفصائل الأخرى.