محمد بن عبدالله المطرود: قائد عاصر كرة اليد السعودية من الخليج إلى العالمية

محمد بن عبدالله المطرود: قائد عاصر كرة اليد السعودية من الخليج إلى العالمية

الوفاء والعطاء في الرياضة السعودية

تجسد شخصية محمد بن عبدالله المطرود معنى الوفاء والعطاء في الرياضة السعودية، حيث لم يتردد في تقديم الدعم المادي والمعنوي لكل ما من شأنه تطوير اللعبة. كان المطرود مثالًا حيًا للإدارة الناجحة، وقد ساهم بحبه العميق للرياضة في إحداث تغييرات ملموسة، مما جعله يترك أثرًا لا يُنسى في سجل الرياضة الوطنية.

التفاني والإخلاص في المجال الرياضي

بدأ المطرود مسيرته في نادي الخليج بمدينة سيهات، حيث كان له الفضل في تأسيس النادي الحديث وتحقيق النجاحات الكبيرة خلال رئاسته التي استمرت 15 عامًا. استطاع من خلالها نقل النادي من مستويات متواضعة إلى قمة الهرم الرياضي، محققًا 7 بطولات دوري وكأسين و4 رصاصات عربية في كرة اليد.
لم يقتصر عمل المطرود على الجانب الإداري فقط، بل أسس أيضًا منشأة رياضية نموذجية استفاد منها جميع الألعاب وأبناء المنطقة الشرقية، مما ساهم في نشأة نهضة رياضية كبيرة لنادي الخليج. امتدت قيادته إلى الاتحادين السعودي والعربي لكرة اليد، حيث ترأس كليهما حتى منتصف التسعينيات، ونجح في تأهيل المنتخبات الوطنية للمشاركة في بطولات العالم خمس مرات.
بعد انتهاء فترة رئاسته، استمر المطرود في دعم الرياضة كمستشار للرئيس العام لرعاية الشباب، حيث ساهم في تطوير البرامج والأنشطة الرياضية تحت إشراف ثلاثة رؤساء متعاقبين. كان المطرود معروفًا بمواقفه الصريحة والجريئة، حيث رفض قبول الانتقادات غير المدعومة بالأدلة، وتصدى للاتهامات بشجاعة، مشددًا على أن النتائج هي المقياس الحقيقي للنجاح.
تقديراً لمسيرته الحافلة، اقترح مجلس إدارة نادي الخليج تسمية صالة الألعاب المتعددة باسم محمد بن عبدالله المطرود كرمز للاعتراف بعطائه ودوره البارز في تطوير النادي. كانت بصمته واضحة في كل ما فعل، وقد غرس في نفوس الأجيال درسًا خالدًا مفاده أن العطاء الحقيقي يظل حاضرًا حتى بعد رحيل الإنسان. اسمه الآن محفور على جدران الصالة، لكنه يبقى محفورًا في قلوب جميع من عرفوه. تحية لهذا الرجل الذي خلقت إنجازاته وطريقته في العطاء وطنًا للرياضة، حيث ترك خلفه إرثًا يستمر عبر الأجيال.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *