غلاء المهور وتأثيره على الزواج
كشف مستشارون أسريون مختصون عن التأثير الكبير لارتفاع المهور على عزوف الشباب عن الزواج، مشيرين إلى أن العادات والتقاليد القديمة تساهم أيضًا في زيادة تكاليف الزواج. وقد أكد المختصون على أهمية دور المؤسسات الخيرية في تسهيل الأمور المالية والدعوية المتعلقة بالزواج.
التقاليد الاجتماعية والمستجدات
أوضح د. خالد بن سعود الحليبي، مدير عام جمعية التنمية الأسرية بالأحساء، أن العادات لا تزال لها تأثير قوي في المجتمع، حيث يتم قبول متطلبات جديدة بشكل أعمى تحت ضغوط القاعدة الاجتماعية “ماذا سيقول الناس”. فقد وصل المهر في بعض المجتمعات إلى 100 ألف ريال أو أكثر، كما أن حفلات الزفاف قد تتجاوز عددها عددًا كبيرًا يشمل حفلات متنوعة لكل من الرجال والنساء. وأشار الحليبي إلى أن تكاليف تجهيز الزفاف، مثل الكوشة التي تُستخدم لبضع ساعات فقط، قد تصل إلى 50 ألف ريال أو أكثر، بالإضافة إلى تكاليف الاستقبال بعد الزفاف وشقق الإيجار وكماليات أخرى تجعل من الصعب على الشباب تلبية هذه المتطلبات.
وشدد الحليبي على أن شقة للإيجار وتأثيثها الفاخر، بالإضافة إلى السفر، تزيد من العبء المالي على الزوج، مما يؤدي إلى نقص دائم في الراتب بسبب الأقساط، ما قد يؤثر سلبًا على حياتهم الزوجية وإمكانياتهم في تحقيق أحلامهم.
من جهة أخرى، أكد رائد النعيم، مدير مركز أسرية للإرشاد الأسري، أن العادات الاجتماعية الموروثة قد تحولت من مظاهر احتفالية إلى عوائق مالية حقيقية، مما يحرم الشباب من تكوين أسر مستقرة. وأشار إلى أن الحل يكمن في تغيير هذه العادات، والعمل على تيسير الزواج عبر التعليم والتوعية بأهمية تقليص التكاليف.
كما ذكر عبدالله الخميس، المستشار الأسري، أن تكاليف حفلات الزواج تساهم في تحمل الشباب لديكوم على المدي الطويل بسبب الديون. وأكد على ضرورة دعم الشباب من خلال برامج التعليم والتوعية، مشيرًا إلى أن المبادرات الحالية في المجتمع تساهم بشكل كبير في محاربة هذه الظاهرة.
من جانبه، أشار عدنان الدريويش، المستشار الأسري، إلى أن غلاء التكاليف هو أحد الأسباب الرئيسية لعزوف الشباب عن الزواج، حيث تؤدي التقاليد الاجتماعية إلى زيادة هذه التكاليف، مما يثقل كاهل الشباب. وأكد على أهمية تغييرات تبدأ من الأفراد والمجتمع ككل لتخفيف الأعباء المالية المترتبة على الزواج.
في ختام الحديث، أكد محمد السليم، مدير مركز التنمية الأسرية، على أن ارتفاع المهور يمثل خللاً اجتماعياً يجب معالجة من خلال نشر الوعي والتكاتف لتيسير الزواج. ودعا الجميع للمشاركة في الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة الزواج البسيط يوماً بعد يوم، لترسيخ أسس الأسرة المستقرة والمجتمع المتماسك.