مصر تتبنى خطة للسيطرة على قطاع غزة وسط شروط سعودية للتمويل في مزاد أمريكي للعرب

مصر تتبنى خطة للسيطرة على قطاع غزة وسط شروط سعودية للتمويل في مزاد أمريكي للعرب

تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة: حسابات معقدة وأبعاد إقليمية

قبل بداية العدوان الإسرائيلي المتجدد على غزة، قامت الولايات المتحدة بإجراء بعض المناقشات مع حلفائها العرب، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت المعركة ستؤدي إلى إنهاء الصراع في القطاع أم أن لنتنياهو خطط أخرى. بدأت الاتصالات الأمريكية منذ مساء الثلاثاء مع قادة في المنطقة، وكان الهدف من هذه الاتصالات إيجاد صيغة توافقية تخدم مصالح الاحتلال في غزة.

لدي مصر، التي تعتبر غزة جزءًا من هويتها القومية، مخاوف عميقة من أن تكون غزة سببا لتوغل الاحتلال في أراضيها. ومن جانبها، قامت الولايات المتحدة برفع مستوى الضغط، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأنه يجري التحضير لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب، وهو ما يعد بمثابة ورقة ضغط على الرئيس المصري. في ظل هذه الظروف، قدمت الإدارة الأمريكية عروضًا بشأن قضيات أخرى تشمل سد النهضة، وهو ملف يؤرق مصر، ولكن هذا العرض لم يلقَ استجابة كبيرة من السيسي الذي يواصل مناوراته.

الحسابات الإقليمية واهتمامات السعودية

الوضع مشابه مع السعودية، حيث أظهرت الاتصالات بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السعودي لغة تصالحية، حيث تم التركيز خلال المحادثات على القضاء على حماس في غزة، بالإضافة إلى بحث قضايا لبنان وسوريا التي أصبحت تهم الرياض. التوترات في المنطقة يبدو أنها دفعت السعودية للاهتمام بالتنسيقات الأمريكية، مما يشير إلى بداية تحركات غير معلنة.

وفي الوقت الذي لم يتضح فيه الموقف السعودي والمصري بشكل رسمي، تشير التفاعلات إلى أن كلا البلدين قد يكون لهما استعداد لاستقبال العرض الأمريكي. فقد بادرت الرياض بالاتصال بالقاهرة بشأن غزة، بينما تجري الأخيرة محادثات مع وفد من المقاومة حول مقترح يتضمن الاستسلام. هذه الديناميكيات تأتي في سياق تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي قد تحدث عن إمكانية نشر قوات عربية في غزة بشكل يعكس نية أمريكا في إزالة عبء المسؤولية عن الاحتلال.

وفي حين أن استراتيجيات الولايات المتحدة تهدف إلى التخلص من الأعباء المترتبة على الاحتلال، يبدو أن لدى نتنياهو رؤية مختلفة. ففي الوقت الذي بدأت فيه قواته هجومها في غزة، صدرت عنه تصريحات تدعو إلى تحقيق “إسرائيل الكبرى”، بالاستناد إلى مفاهيم دينية لإعادة تشكيل حدود الدول المجاورة، بما في ذلك أجزاء من أراضي مصر والأردن.

هذا التعقيد في الصراع يعكس الأبعاد النفسية والسياسية للعدوان الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل غزة وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي.