اعتراف 145 دولة بفلسطين من الإعلان الذاتي إلى حرب غزة
تشير إحصاءات وكالة فرانس برس إلى أن أكثر من 145 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين، التي تم إعلانها ذاتيًا في عام 1988. منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر 2023، شهدت وتيرة الاعترافات الدبلوماسية تسارعًا ملحوظًا، حيث انضمت أكثر من 10 دول جديدة إلى قائمة المؤيدين، مما يعكس تغييرات ملحوظة في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
الاعتراف الأولي بفلسطين
في 15 نوفمبر 1988، أعلن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، التي كانت أول دولة تعترف رسميًا بالدولة الوليدة. وسرعان ما تبعتها حوالي 40 دولة أخرى، بما في ذلك الصين والهند وتركيا ومعظم الدول العربية، تلتها دول من القارة الإفريقية والكتلة السوفييتية.
تطور الحضور في المنظمات الدولية
منذ تأسيس السلطة الفلسطينية عقب اتفاقيات أوسلو في عام 1993، زادت الجهود الدبلوماسية من أجل تحقيق الاعتراف الدولي. في أكتوبر 2011، حصلت فلسطين على عضوية كاملة في اليونسكو، وفي نوفمبر 2012 حصلت على صفة “دولة مراقب غير عضو” في الأمم المتحدة، مما أتاح لها فرصة الانضمام لوكالات أممية وتوقيع معاهدات دولية. وفي عام 2015، انضمت إلى المحكمة الجنائية الدولية، مما سمح بفتح تحقيقات في العمليات العسكرية الإسرائيلية.
الاعترافات الجديدة بعد حرب غزة
أعادت الحرب الأخيرة على غزة طرح ملف الاعتراف الدولي، حيث تم الاعتراف بفلسطين من قبل 5 دول جديدة في عام 2024، من بينها 4 دول من منطقة الكاريبي (جامايكا، ترينيداد وتوباجو، بربادوس، البهاماس) وأرمينيا. كما انضمت دول أخرى من أوروبا مثل النرويج وإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا إلى قائمة المؤيدين، مع العلم أن السويد كانت أول دولة أوروبية تعترف بفلسطين في عام 2014.
غياب الاعتراف لدى بعض الدول
مع ذلك، فإن معظم دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية وبعض دول أوقيانيا، لا تزال خارج قائمة المعترفين بفلسطين. وقد أعلنت فرنسا وأستراليا وكندا عن نيتها للاعتراف بفلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. في حين ربطت بريطانيا اعترافها بشروط تتعلق بالتزامات إسرائيل وحل الدولتين.
هذا وتسجل القضية الفلسطينية تحولات مهمة في مواقف المجتمع الدولي، مما يتيح الفرصة لتعزيز الاعتراف بإحدى الحقوق الوطنية المشروعة.