وقعت شركة سبيس إكس اتفاقية فريدة من نوعها مع وكالة الفضاء الإيطالية (ASI) لإرسال تجارب علمية متنوعة إلى كوكب المريخ، وذلك عبر صاروخ ستارشيب. وقد أعلن تيودورو فالنتي، رئيس الوكالة، أن هذه التجارب ستغادر على متن أولى رحلات سبيس إكس التجارية إلى المريخ.
ستتضمن الحمولة وحدة لنمو النباتات، محطة لرصد الأحوال الجوية، وجهازًا لاستشعار الإشعاع. الهدف من هذه التجارب هو جمع بيانات خلال الرحلة التي تستغرق حوالي ستة أشهر، وكذلك على سطح المريخ. تُعتبر هذه الاتفاقية إنجازًا تاريخيًا في مجال استكشاف كوكب المريخ.
وبحسب المسؤولين في وكالة الفضاء الإيطالية، تتضمن الحمولات تجربة مخصصة لنمو النباتات، واستخدام محطة لرصد الأحوال الجوية، وأداة لاستشعار الإشعاع. تهدف تجربة نمو النباتات إلى دراسة كيفية ازدهار النباتات خلال رحلة تمتد لعدة أشهر في ظروف مشابهة لتلك الموجودة على المريخ، مما يسهم في تطوير أنظمة دعم الحياة المستقبلية. كما ستقوم وحدة الأرصاد الجوية بتسجيل الظروف الجوية على المريخ (مثل درجة الحرارة والضغط، وغيرهما) لتحسين فهم المناخ في الكوكب. بينما سيقوم جهاز قياس الإشعاع برصد الأشعة الكونية والجسيمات الشمسية خلال الرحلة وفوق سطح المريخ، مما يزود الباحثين ببيانات حيوية لتقييم سلامة رواد الفضاء.
أما بالنسبة للجدول الزمني للمهمة وتداعيات الشراكة التجارية، فقد أكملت مركبة ستارشيب تجارب بدون مدارية حتى منتصف عام 2025، لكنها لم تصل بعد إلى المدار. تستهدف سبيس إكس إطلاق المهمة إلى المريخ بين نوفمبر وديسمبر من عام 2026، إلا أن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك حذر من أن النجاح يعتمد على سير الأمور بشكل ميسر.
صاروخ ستارشيب هو مركبة ضخمة ذات مرحلتين قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل، وقد صُممت خصيصًا لتنفيذ مهام المريخ. يعتمد تحقيق الأهداف الطموحة على استكمال تطوير المركبة وتجاربها الميدانية.
ومن جهة أخرى، يُعتبر هذا العقد تحولًا لشركة سبيس إكس، إذ يوفر لها خدمة نقل تجارب إلى المريخ. يسمح هذا التعاون لإيطاليا بإرسال تجاربها دون الحاجة إلى الاستثمار في تطوير صاروخها الخاص. على نطاق أوسع، يمثل هذا الاتفاق بداية عصر جديد يمكن من خلاله للدول والمنظمات شراء رحلات حمولة عبر الصواريخ التجارية، مما سيعود بالنفع على الأبحاث المتعلقة بكوكب المريخ في المستقبل.