نتنياهو يدرك عدم استسلام حماس ويسعى لتأجيل الانتخابات: تطورات عاجلة في الساحة المحلية

انتقد محللون ومسؤولون إسرائيليون سابقون قرار الحكومة بالمضي قدماً في عملية احتلال كامل لقطاع غزة، مشيرين إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يعرف أن هذه الخطوة لن تحقق شيئاً ملموساً. وتحدثوا عن كيفية تضحيته بالأسرى بهدف تأجيل الانتخابات التي تظهر الاستطلاعات احتمال خسارته فيها. خلال يوم الجمعة الماضي، أقرت حكومة نتنياهو خطة اجتياح القطاع، برغم رفض رئيس الأركان إyal زامير لهذا القرار، محذراً من أن إسرائيل قد تقع في “مصيدة إستراتيجية”.

شدد دان هارئيل، نائب سابق لرئيس الأركان، على أن الإقدام على خطة يرفضها رئيس الأركان يضع الحكومة في موقف يتطلب منها تحمل المسؤولية، معبراً عن عدم يقينه بشأن ما إذا كانت ستقوم بذلك، خاصة بعد عامين من الحرب دون تحقيق أهداف. وأعرب هارئيل عن قلقه من أن احتلال مدينة غزة وتهجير مليون شخص سيتسبب في أضرار جسيمة لإسرائيل على صعيد العلاقات الدولية والأرقام المحتملة من القتلى والمصابين. وأكد أن الأمور ستزداد تعقيداً إذا حدث شيء للمخطوفين.

في هذا السياق، نقل المحلل السياسي رفيف دروكر عن رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي، أن الحكومة لم تأخذ قرارات تتعارض مع توصياته خلال فترة ولايته، في حين وصف ألون نمرودي، والد أحد الأسرى، قرار المجلس الأمني باحتلال غزة بأنه “حكم بالإعدام على الأسرى”. ومن جهة أخرى، أشار خبير الأمن القومي كوبي مروم إلى أن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل معقد، حيث أن عملية عربات جدعون لم تحقق أهدافها، مع تدفق المساعدات إلى القطاع دون أي مقابل.

اعتبرت مروم أن فكرة الضغط العسكري لتحقيق خطة الرئيس السابق دونالد ترامب غير ممكنة، وأكد أن حماس لن تستسلم كما يعتقد البعض نظرًا لاستعدادها للتضحية. في ذات السياق، أشار آفي بنياهو، المتحدث السابق باسم الجيش، إلى أن البنود الخمسة للقرار الأخير غير قابلة للتطبيق، وأن رئيس الحكومة يعرف ذلك تماماً. كما حذرت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني من أن إسرائيل على حافة الفشل الذريع، متهمة الحكومة بسحب البلاد إلى ورطة عميقة في غزة بينما تتجاهل مصير المخطوفين والجنود.

وختم رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان بالتأكيد على أن نتنياهو سيحاول تأجيل الانتخابات كلما زادت احتمالات خسارته، مشيراً إلى أنه تجاوز جميع الحدود المسموح بها.

محللون إسرائيليون: نتنياهو يعرف أن حماس لن تستسلم لكنه يحاول تأجيل الانتخابات

تتصاعد الانتقادات من قبل المحللين الإسرائيليين تجاه قرار الحكومة بشأن غزة، حيث يرون أن خطوات نتنياهو تعكس أزمة إدارة وضع معقد يتسم بتحديات أمنية وسياسية جسيمة.

زمام المبادرة بين السياسة والحرب

تبدو معركة غزة وكأنها أصبحت ساحة صراع بين المصالح السياسية والأمنية، حيث يلوح في الأفق احتمال أن يؤدي هذا الصراع إلى نتائج غير متوقعة للبلاد والمنطقة بأسرها.