
تشير التقارير إلى وجود اتصالات سرية قد تؤدي إلى إرسال بعثة مفاوضات إلى الدوحة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”. المحلل الاستخباراتي رونين بيرغمان يعتقد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لإطلاق حملة “عربات جدعون 2” بالتوازي مع هذه المفاوضات للضغط على “حماس” وتحسين شروط الصفقة لصالح إسرائيل. كما يستفيد نتنياهو من الدعم الأمريكي المتجدد، حيث علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنه يعتبر نتنياهو “رجل طيب وبطل”، مشيراً إلى أن استعادة المختطفين لن تتم إلا من خلال تدمير حركة “حماس”. من جهته، أفاد السفير الأمريكي في القدس المحتلة، مايك هاكابي، في حديث للإذاعة العبرية أن واشنطن لن تضغط على إسرائيل لقبول الصفقة، مؤكداً أن إسرائيل تعرف كيف تحمي مصالحها اليوم وغداً.
على الصعيد الداخلي، يستغل نتنياهو ضعف المعارضة الإسرائيلية، حيث أعلنت مصادر في حزب بيني غانتس عن استعدادها للانضمام إلى الحكومة لتمرير الصفقة، رغم وجود معارضة من وزراء متشددين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. يطرح تساؤل حول ما إذا كان تعطيل الصفقات واستمرار الحرب – التي تُعد الأطول والأكثر تدميراً للفلسطينيين والأعلى كلفة للإسرائيليين منذ نكبة 1948 – هو قرار نتنياهو الشخصي أم نتيجة ضغوط من شركائه المتشددين.
يعتقد العديد من المراقبين أن نتنياهو يفضل البقاء في الحكم على حساب “المصالح العليا” لإسرائيل، بما في ذلك توسيع “اتفاقات أبراهام”. توحي تصريحاته وخطواته بأنه يهدف إلى تحقيق أهداف غير معلنة، مثل الانتقام من الفلسطينيين. يشير هؤلاء المراقبون إلى أن نتنياهو يتجه بدوافع أيديولوجية تهدف إلى “كيّ وعي” الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث توفر له الحرب مكاسب سياسية داخلية.
في المقابل، حذر رئيس الحكومة السابق إيهود باراك من أن نتنياهو يقود البلاد نحو الهاوية، واصفاً العملية العسكرية المخططة في غزة بأنها “فخ موت”، مشيراً إلى أن “حماس” لن تتأثر بصورة كبيرة بهذه العملية بل ستحوّل الدمار إلى إنجاز سياسي. ووفقاً لباراك، فإن استمرار الأزمة الحالية يرتبط مباشرة باستمرار نتنياهو في رئاسة الحكومة، مشدداً على أن “الأسرى لن يعودوا من خلال إبادة حماس، بل سيكونون عرضة للخطر بسبب محاولات غير مجدية لتحقيق ذلك”.
إيهود باراك: نتنياهو ينجح بخداع ترامب ويقود إسرائيل نحو الهاوية
في سياق متصل، حذرت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها من أن أطماع نتنياهو ستكلف إسرائيل أثماناً دبلوماسية واقتصادية باهظة، ودعت قادة الجيش إلى “التمرد على المستوى السياسي” ورفض قراراته. باراك يعتبر أن إسقاط نتنياهو هو الشرط الضروري لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن الدعم الأمريكي لن يغير الوضع ما لم تتغير الحكومة.
نتنياهو يتنصل من المسؤولية ويهرب إلى الأمام
خلال هذه الأحداث، فإنّ تحمل نتنياهو للمسؤولية عن الوضع الراهن يبدو غائباً، بينما يتجه إلى خيارات أكثر تطرفاً لتحقيق أهدافه، مما يزيد من تعقيد الأزمة.