
أثار الدكتور عبدالله المسند أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم تفاعلا لافتا بعد حديثه عن نجم سهيل الذي يعد من أبرز و ألمع النجوم التي تتزين بها السماء العربية منذ القدم، وأوضح المسند أن هذا نجم سهيل يتميز بضيائه الأبيض المتوهج الذي جعله حاضرا بقوة في الثقافة العربية ومضربا للأمثال في التراث اللغوي والأدبي حيث ارتبط اسمه بالحكمة والوضوح، و أضاف أن المجتمعات الغربية أطلقت عليه اسم Soheil أو Canopus بينما عرفه الأتراك باسم Süheyl.
نجم سهيل
وأشار المسند في حديثه إلى أن نجم سهيل يقع على بعد يقدر بحوالي 310 ± 20 سنة ضوئية عن كوكب الأرض أي ما يعادل تقريبًا 19 مليون مرة المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس، وهو ما يبرز عظم المسافة الكونية التي تفصلنا عنه:
- كما أوضح أن الضوء المتوهج الذي نشاهده اليوم من هذا النجم ليس آنيا بل هو ضوء قديم انطلق قبل أكثر من ثلاثة قرون وتحديدا في حدود عام 1715م، وذلك نتيجة الزمن الهائل الذي يستغرقه الضوء ليقطع تلك المسافة الشاسعة وصولا إلى أعيننا على كوكب الأرض.
- وهذا يعني أن ما نراه في سماء اليوم هو في الحقيقة صورة قديمة لنجم سهيل كما كان في الماضي، وليس كما هو عليه في الوقت الحاضر فالمسافات الكونية الشاسعة تجعل من مراقبة النجوم رحلة عبر الزمن، حيث تمنحنا لمحة عن تاريخ الكون وأحداثه السابقة.
- و أضاف المسند أن هذه الحقيقة العلمية تعكس عظمة الخلق الإلهي ودقة النظام الكوني، كما تسلط الضوء على أهمية علم الفلك في فهم أبعاد الفضاء وقوانينه، إذ إن دراسة مثل هذه النجوم تفتح آفاقا واسعة للتأمل في أسرار الكون وتاريخه الممتد لملايين السنين.
ظهور نجم سهيل في سماء الرياض
وبين الدكتور عبدالله المسند أن نجم سهيل يحتل مكانة مميزة كونه يعد ثاني ألمع نجم في السماء بعد نجم الشعرى اليمانية، إلا أنه لا يدرج ضمن منازل القمر التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وذلك لأنه يقع خارج نطاق البروج السماوية باتجاه الجنوب ما يجعله متميزا عن غيره من النجوم التي ارتبطت بتلك المنازل:
- كما أوضح أن هذا النجم سيبدأ بالظهور قريبا في سماء مدينة الرياض من الجهة الجنوبية، حيث يشرق من الجنوب الشرقي عند زاوية تقدر بـ 150 درجة ثم يتجه في مساره حتى يغرب في الجنوب الغربي عند زاوية 209 درجات.
- وخلال هذه الفترة يظل النجم متاحا للرؤية بالعين المجردة لمدة تقارب سبع ساعات و15 دقيقة، مما يمنح المهتمين بعلوم الفلك والهواة فرصة مميزة لمشاهدته وتتبع حركته في السماء.