
في إطار الديناميكية المتصاعدة للعلاقات المصرية الأوغندية، شارك وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في الجولة الثانية من مشاورات (2+2) التي عُقدت في العاصمة الأوغندية كمبالا يوم الأحد، 3 أغسطس 2025. وقد ضم الوفد المصري أيضًا وزير الموارد المائية والري، ما يعكس الأهمية الكبرى التي توليها مصر لهذا الحوار الثنائي الاستراتيجي، والذي يستند إلى مخرجات الجولة الأولى التي استضافتها القاهرة في ديسمبر 2024.
مشاورات معمّقة في قضايا المياه والتنمية الإقليمية
تناولت المباحثات ملفات محورية في مقدمتها إدارة الموارد المائية وتعزيز التكامل في مشروعات التنمية بين الدولتين، خصوصًا في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي تواجه منطقة حوض النيل. وتمت مناقشة الرؤية المصرية بشأن الاستخدام العادل والمنصف لموارد النيل، بما يحقق الأمن المائي المشترك ويعزز مبدأ عدم الإضرار.
- تنسيق الجهود في إطار مبادرة حوض النيل.
- دعم مشروعات الري والزراعة المستدامة في أوغندا.
- الاستثمار المصري في البنية التحتية المائية والطاقة الكهرومائية.
- تعزيز تبادل الخبرات الفنية والتكنولوجية في إدارة المياه.
توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي
إلى جانب الملفات الفنية، شملت المشاورات بحث سبل توسيع الشراكة الاقتصادية بين القاهرة وكمبالا، بما في ذلك مجالات الطاقة، النقل، والتجارة البينية. وتم التأكيد على أهمية إزالة العوائق الجمركية وتعزيز الربط اللوجستي بين موانئ البلدين.
أبرز النتائج الاقتصادية المتوقعة
- توقيع مذكرات تفاهم بشأن الاستثمارات الزراعية والتصنيع الغذائي.
- إطلاق منصة تعاون للتبادل التجاري عبر القطاع الخاص.
- بحث فرص التوسع في المشروعات المصرية القائمة في أوغندا.
العلاقات السياسية والإقليمية في قلب المباحثات
ناقش الجانبان التطورات الجيوسياسية في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، مؤكدين تطابق الرؤى في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ودعم الحلول الإفريقية للنزاعات داخل القارة. كما شددت مصر على أهمية التفاهم والتنسيق بين دول المنبع والمصب في إدارة ملف نهر النيل بعيدًا عن التصعيد.
خلال الزيارة، عقد الوزير بدر عبد العاطي عدة لقاءات مع كبار المسؤولين الأوغنديين، من بينهم رئيس الجمهورية، ووزيرة الخارجية، وعدد من أعضاء البرلمان. وقد تم التأكيد خلال هذه اللقاءات على التقدير الأوغندي العميق للدور المصري الإقليمي والدولي، والحرص المشترك على تعزيز العلاقات التاريخية بين الشعبين.
آلية (2+2): منصة لتعميق التعاون الاستراتيجي بين مصر وأوغندا
تُعد آلية (2+2) بين وزارتي الخارجية والري في البلدين نموذجًا فعالًا للتنسيق المشترك، حيث تتيح المجال لمناقشة القضايا ذات الطبيعة العابرة للحدود، لا سيما تلك المرتبطة بالموارد الطبيعية والأمن الإقليمي. ويأتي انعقاد الجولة الثانية في وقت بالغ الأهمية، حيث تتزايد التحديات البيئية والسياسية في المنطقة، مما يتطلب تكاتف الجهود لمواجهتها.
اتفق الطرفان على عقد جولة ثالثة من المشاورات في القاهرة مطلع عام 2026، على أن تشمل جدول أعمالها تقييم ما تحقق من اتفاقات، وتوسيع إطار التعاون ليشمل التعليم، الصحة، والتحول الرقمي. كما تم طرح مقترح لإقامة منتدى سنوي دائم للشراكة المصرية الأوغندية على غرار منتديات التعاون الصيني-الإفريقي.