أسعار الذهب تتجه نحو مستويات 6 آلاف دولار للأونصة في التوقعات الاقتصادية الجديدة المقبلة

يشهد سوق الذهب العالمي حالياً ارتفاعات غير مسبوقة، مما دفع المعدن الثمين إلى تحقيق مستويات قياسية جديدة، وقد جاء ذلك نتيجة لجملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت من مكانته كملاذ آمن للمستثمرين، مما أثار النقاش حول إمكانية دخول الذهب في مرحلة صعود تاريخية تتجاوز الأربعة آلاف دولار للأونصة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالمياً

يرى المحللون أن الارتفاعات الحالية تعدت كونها رد فعل للأحداث الآنية، بل تعكس اتجاهًا استراتيجيًا طويل الأمد، مدعومًا بشراء البنوك المركزية حول العالم، وزيادة الطلب على الأصول الآمنة كوسيلة لحماية المستثمرين من حالة عدم اليقين، فقد أشار خبراء اقتصاديون إلى أن الذهب حقق مستوى تاريخيًا غير مسبوق، مؤكدين أن تراجع الفائدة الأمريكية يُعد من أهم العوامل التي يمكن أن تهيئ الساحة لتجاوز فاصل الخمسة آلاف دولار في وقت قريب.

لا انخفاض في أسعار الذهب حالياً

وأشار المحللون إلى أن أي حديث عن انخفاض الأسعار في الوقت الراهن يبدو غير منطقي، نظرًا للتوترات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية، مثل أزمة سقف الدين الأمريكي، فهذه الأمور، بالإضافة إلى تراجع السياسة النقدية المتشددة في الولايات المتحدة، تساهم بشكل مباشر في دفع المعدن النفيس إلى مستويات قياسية.

متى يكسر الذهب حاجز الـ4 آلاف دولار للأونصة؟

توقع بنك “جولدمان ساكس” استمرار الذهب في تسجيل قمم جديدة في المستقبل القريب، تحفزها زيادة إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة مع اقتراب الحكومة الأمريكية من الإغلاق، ويتنبأ البنك بمضاعفة مكاسب الذهب للسنة الثالثة على التوالي، وقد يصل إلى نحو 6 آلاف دولار بحلول منتصف عام 2026، بناءً على الطلب القوي من البنوك المركزية، التي شهدت ضخ متوسط 64 طنًا شهريًا هذا العام.

زيادة أسعار الذهب مستمرة 3 سنوات

كما يتوقع بنك “جولدمان ساكس” استمرار هذا الاتجاه الشرائي من قبل البنوك المركزية لثلاث سنوات إضافية على الأقل، مما يعزز فرص استمرار موجة الصعود، في حين أن كثافة المراكز الشرائية من المضاربين تدلل على أن السوق يتجه نحو مستويات أعلى، إذ يُراهن المستثمرون على عقود آجلة للذهب، مما يدعم الاتجاه الصعودي بدلاً من التراجع.

مستوى 5 آلاف دولار للأونصة “مسألة وقت”

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن الذهب يسير في اتجاه صعودي طويل الأمد بالاستناد إلى سياسات نقدية مرنة، وطلب متزايد من البنوك المركزية، ومخاوف جيوسياسية واقتصادية، بينما يرى البعض أن بلوغ مستوى 5 آلاف دولار للأونصة هو مجرد مسألة وقت، مما يثير تساؤلات حول إمكانية استمرار المعدن النفيس في تحقيق قمم جديدة، أو إذا كان السوق يخبئ تحولًا مفاجئًا في الاتجاه.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *