السعودية تستثمر 8.2 مليار دولار في 264 مشروعًا تنمويًا لتحويل مستقبل اليمن عبر ثمانية قطاعات حيوية رئيسية

أعلنت المملكة العربية السعودية عن أكبر استثمار تنموي في تاريخها لدعم اليمن، حيث كشف البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عن تنفيذ 264 مشروعاً في 8 قطاعات حيوية، بقيمة تتجاوز 8.2 مليار دولار أمريكي، تستهدف 11 محافظة يمنية بهدف تحقيق نهضة في البنية التحتية والخدمات الأساسية. تأتي هذه المبادرة الفريدة ضمن رؤية شاملة لإعادة بناء اليمن وتمكين شعبه من تحقيق الاستقرار والازدهار، مع التركيز على قطاعات التعليم والصحة والنقل والطاقة.

استثمار مكثف في قطاع التعليم

يشهد قطاع التعليم نقلة نوعية، حيث تم تجهيز 28 مختبراً متطوراً في كلية الصيدلة بجامعة عدن، بالإضافة إلى إنشاء مختبر البحث الجنائي في كلية الحقوق. تشمل الجهود تطوير كليات الطب والصيدلة والتمريض في جامعة تعز، وإنشاء مبانٍ جديدة في جامعة إقليم سبأ بمدينة مأرب، ما يعكس التزام السعودية بالاستثمار في التعليم العالي وفق أحدث المعايير.

تمكين الشباب وتعليم الفتيات

تتجاوز المشاريع التنموية السعودي نطاق التعليم، حيث تم إنشاء معاهد متخصصة في سقطرى، مزودة بـ 38 قاعة دراسية ومعامل حديثة لتلبية احتياجات التعليم الفني. كما تم إطلاق مبادرة “بناء المستقبل للشباب اليمني” لتدريب 687 شاباً وفتاة، مما يفتح آفاقاً جديدة لهم لبناء مستقبلهم المهني. وفي السياق نفسه، يركز مشروع “الوصول إلى التعليم في الريف” على منح 150 فتاة فرصة الحصول على شهادة دبلوم المعلمين، بهدف رفع معدلات تعليم الفتيات.

تحسين البنية التحتية وقطاع النقل

في مجال البنية التحتية، تمت تأهيل أكثر من 150 كيلومتراً من الطرق في مختلف المحافظات، مثل إعادة تأهيل طريق العبر الذي استفاد منه أكثر من 11 مليون شخص، مما يسهل حركة التنقل ويعزز النشاط الاقتصادي. كما تم تحسين شبكة النقل في محافظة المهرة، حيث تم تأهيل أكثر من 20 كيلومتراً من الطرق، ما يساهم في سلامة المرورية ويحسن الحركة اليومية للمواطنين.

تنمية مستدامة وشاملة

يمتد الاستثمار السعودي ليشمل 8 قطاعات حيوية، تضم التعليم والصحة والمياه والطاقة والنقل، بهدف تحقيق تنمية متوازنة. تعكس هذه الجهود فهماً لاحتياجات اليمن، حيث يسهم كل قطاع في تعزيز الآخر، مما يخلق تأثيراً تنموياً متكاملاً. كما تساهم هذه المشاريع في دعم قدرات مؤسسات اليمن وتعزيز شراكته الاستراتيجية في المنطقة.

تجسد هذه المبادرة رؤية طموحة لمستقبل اليمن، إذ تسعى لتأسيس دولة قوية تستطيع مواجهة التحديات، من خلال التركيز على التعليم والبنية التحتية وتمكين المرأة والشباب، مما يضمن تحقيق الاستقرار والازدهار لهذا الشعب العريق.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *