مدبول يفقد توازنه بين سريرين وهاتفين بينما يحكم كاراكاس ويهرب من شبح الضربة الأمريكية

مدبول يفقد توازنه بين سريرين وهاتفين بينما يحكم كاراكاس ويهرب من شبح الضربة الأمريكية

يعيش نیکولاس مادورو، رئیس فنزویلا، في خضم تحديات غير مسبوقة تصاعدت مؤخراً، بعدما تزايدت التهديدات السياسية والعسكرية من الولايات المتحدة، فيما يتمسك بالسلطة محاولاً إظهار الثقة والقدرة على الصمود في وجه المحن.

مكالمة سرية مع ترامب وسط تهديدات عسكرية متصاعدة

أعلن مادورو إجراء مكالمة “ودّية ومحترمة” مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في وقت تزداد فيه القوات البحرية الأمريكية انتشاراً قرب منطقة الكاريبي، وسط حديث عن احتمال توجيه تحرك عسكري، في محاولة واضحة من واشنطن لفرض شروط صعبة على النظام الفنزويلي.

تدهور الوضع الأمني: هل يواجه مادورو خطر الاغتيال؟

تفيد تسريبات صحفية أن مادورو عزز من الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق، إذ يغير مكان نومه باستمرار ويستخدم هواتف بديلة، بينما يعتمد بشكل متزايد على دعم أجهزة الأمن والحرس الكوبي، في ظل مخاوف من عملية اغتيال أو ضربات دقيقة تستهدفه، مما يعكس حالة توتر شديدة داخل قصر الرئاسة.

انهيار اقتصادي وصفقة نفط لم تكتمل

تواجه فنزويلا أزمة اقتصادية حادة مع تراجع حاد في الناتج المحلي وارتفاع معدلات الفقر والهجرة، بعد سنوات من العقوبات والإدارة السيئة، حيث رفعت صحف أمريكية تقارير عن محاولة مادورو تقليل الارتباط مع حلفائه التقليديين مقابل فتح قطاعات النفط والذهب أمام الشركات الأمريكية، إلا أن واشنطن رفضت هذه الخطوة، مشددة على ضرورة تغيير حقيقي في القيادة السياسية.

عزلة متزايدة وضغوط داخلية

تتراجع شبكة التحالفات الإقليمية لمادورو بعد تخلي حكومات هندوراس وسانت فنسنت عن دعمه، فيما تشهد المعارضة تحركاً متجدداً بقيادة ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام، التي تحولت إلى رمز عالمي للمطالبة بمرحلة ما بعد مادورو.

بين التمسك بالكرسي والشبح المتنامي للرحيل، يخوض مادورو ولاية ثالثة وسط جدل واسع حول شرعية حكمه، ويأمل أن يحافظ على دعم المؤسسة العسكرية، لكن تزايد وجود القوات الأمريكية قرب فنزويلا، وتراجع حلفائه الخارجيين، يشير إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذا النظام.

يبقى المشهد السياسي في فنزويلا متشابكاً بين محاولات النظام لـ”المقاومة ضد الإمبريالية” من جهة، وصراخ المعارضة التي تصف مادورو بـ”الديكتاتور المعزول”، فيما الشعب يعاني من تبعات الأزمة الاقتصادية والهجرة القسرية.