تحويل جامعة عدن إلى مركز بحثي عالمي بمساهمة 28 مختبراً سعودياً في مشروع ضخم يفتح آفاق العلوم
في قلب اليمن الجريح، يظهر بصيص الأمل من خلال تأسيس 28 مختبراً طبياً متطوراً، وهو عدد يفوق ما تملكه العديد من الجامعات العربية. من بين أنقاض الحرب، تنشأ مختبرات جديدة، وتحمل معها وعداً بمستقبل أفضل. هذه اللحظة التاريخية تتطلب انضمام الجميع إلى الثورة العلمية في اليمن.
مبادرة سعودية لتحسين التعليم الطبي
تعمل البرنامج السعودي على كسر دوامة اليأس من خلال إنشاء 28 مختبراً في كلية الصيدلة بجامعة عدن، حيث تمثل هذه المختبرات مراكز بحثية متطورة تضم أحدث التقنيات العالمية، في استثمار يقدر بملايين الدولارات. تغطي هذه المبادرة 8 قطاعات تنموية، وتشمل تأهيل 200 معلم ومعلمة، ما يسهم في تخريج أكثر من 150 معلمة في دفعة واحدة. ترى د. سالم المحضار أن هذه المختبرات “ليست مجرد أجهزة، بل هي جسور نحو مستقبل يمني مشرق”، حيث يُدخل الطلاب إلى عالم جديد من البحث العلمي، ويستعيد الأساتذة أملهم، ويعيش المجتمع لحظات من النور بعد سنوات من الظلام.
التعليم كأداة لإعادة الإعمار
في ظل سنوات الحرب التي أثرت سلباً على البنية التحتية التعليمية، تظهر الرؤية السعودية كخطة طموحة لإعادة بناء يمن علمي. يتوقع الخبراء أن يحدث البرنامج نقلة نوعية في التعليم الطبي، ويسهم في تخريج أجيال قادرة على المنافسة عالمياً. يؤثر ذلك بشكل إيجابي على الحياة اليومية، من خلال الأدوية المحلية ذات الأسعار المناسبة، والتشخيص الطبي الأكثر دقة، والعلاج المتطور. يتحول اليمن من مستورد للكوادر الطبية إلى منتج لها، مما يفتح الأفق لأبحاث علمية رائدة وتحسين الخدمات الصحية.
فرصة لشباب اليمن
رغم الحماس الشعبي لهذا المشروع، يشعر الحوثيون بالقلق بسبب التقدم في المناطق المحررة، في حين يفخر المجتمع الدولي بحجم هذه المبادرة. إن هذه الفرصة الذهبية من أجل الشباب اليمني تحمل في طياتها مخاوف من ضياعها بسبب الصراعات أو الإهمال، مما يحتم علينا العمل لهزيمة التحديات. فهل نشهد ولادة عصر ذهبي جديد للعلم في اليمن؟ أم أننا سنضيع هذه الفرصة التاريخية بسبب الصراعات السياسية والجهل؟
