ارتفاع أسعار الدولار بشكل مفاجئ اليوم 19 أكتوبر 2025 مقابل الليرة السورية يثير القلق بين المواطنين
شهد سعر الدولار في سوريا اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 استقراراً نسبياً، وذلك في سياق استراتيجية “التعويم المُدار” التي يتبناها مصرف سوريا المركزي منذ منتصف العام، بهدف تحقيق توازن بين السوق الرسمية والسوق الموازية، في ظل الضغوط الاقتصادية المستمرة والظروف المعيشية المتزايدة.
السعر الرسمي للدولار في المصرف المركزي
وفقاً للنشرة الرسمية لمصرف سوريا المركزي الصادرة صباح اليوم، بلغ سعر صرف الدولار 11,000 ليرة سورية للشراء و11,110 ليرات للبيع، محافظًا على استقراره منذ بداية الأسبوع، وهو ما يعكس جهود البنك المركزي لتحقيق استقرار نسبي في السوق.
تصريحات حاكم المصرف
أوضح الحاكم عبد القادر الحصرية أن البنك يسعى وراء “تسعير واقعي يعكس قوى السوق”، مع الحفاظ على الاستقرار النقدي، مؤكدًا على ضرورة استمرار الرقابة على تداول العملات الأجنبية بما يضمن عدم الانزلاق نحو الفوضى المالية.
أسعار الدولار في السوق السوداء
في السوق الموازية، تراوحت أسعار الدولار اليوم بين 11,500 و11,580 ليرة سورية، حيث سجل سعر الدولار في دمشق حوالي 11,520 ليرة، وفي حلب 11,530 ليرة، بينما بلغ 11,650 ليرة في الحسكة، وفقًا لمواقع مراقبة الصرف.
تباين الأسعار بين المحافظات
يعكس التفاوت القائم في أسعار الدولار بين المحافظات المختلفة تباين النشاط التجاري، حيث بلغ متوسط السعر في الشمال السوري، لا سيما أدلب، نحو 11,550 ليرة، بينما استقر عند نحو 11,500 ليرة في مناطق الجنوب.
أسباب استقرار السوق الحالية
يعود هذا الاستقرار النسبي إلى تراجع طلب المستهلكين على الدولار بسبب ضعف حركة الاستيراد في أكتوبر، كذلك وجد التحويل المالي من الخارج أثرًا إيجابيًا على زيادة المعروض من العملة الصعبة في الأسواق المحلية، خاصة في العاصمة.
تأثير الآلية النقدية الجديدة
شكل قرار المصرف المركزي بفرض آلية جديدة للسحب النقدي وتحويل الحوالات الدولية نقطة تحول في عملية الصرف، حيث اقترب الفارق بين السعر الرسمي والموازي إلى أقل من 500 ليرة للدولار للمرة الأولى منذ يناير 2024.
توقعات مرحلة الدولار القادمة
يتوقع الخبراء أن يبقى سعر الدولار ضمن النطاق الحالي حتى نهاية أكتوبر، ما لم تحدث تغييرات سياسية أو ميدانية مفاجئة، بينما تظل المخاوف من التضخم قائمة بسبب ارتفاع تكاليف النقل والطاقة.
الختام
في إطار الوضع النقدي الحالي، يمكن القول إن الليرة السورية دخلت حالة من الاستقرار النسبي بعد الاضطرابات التي شهدتها، ورغم أن السعر الرسمي لا يزال بعيدًا عن التوازن الكامل، فإن سياسة “التعويم المُدار” أثبتت قدرتها على الحد من المضاربات.