من وعد بلفور إلى رؤية ابن سلمان: تحول تاريخي نحو الأمل
الأمل في الوحدة والتضامن العربي
في صفحات التاريخ وقفات، وفي ذاكرة الشعوب عبرات. ما بين وعدٍ أسود أظلم الدروب ووعدٍ أبيض أنار القلوب، نحن اليوم بين وعدين: وعد مشؤوم نتيجة خيانة بلفور ووعدٌ أبيض يحمل الأمل، وعد سيدي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يمثل حقاً وعد النور وأمل الحق والعدل.
الالتزام بالعزة والكرامة
هذا الوعد أعاد لنا القضية وأعاد لنا العز والسؤدد والفخر. فقد تحولنا من حبر الاستعمار إلى سطور الإعمار، في عهد سيدي حفظه الله، الذي سعى جاهداً لتحقيق السلام والرخاء. هنا، يظهر الفرق بين عهد الخيانة وعهد الأمانة، بين الكلمات التي سطرت الظلم على جبين الأمة، وصوت الحق الذي صدح ليعيد لنا عزتنا وقوتنا.
إن وعد بلفور كان طعنةً في ظهر العرب، خيانةً في ليلٍ حالك. جاء هذا الإعلان المشؤوم ليمنح الغاصب فرصة السيطرة على أرضنا المقدسة، فمزق الصفوف وزرعالفكر الغاصب في قلب الأمة، ليكون خنجراً مسموماً يجرح الجسد ويُضعف العزائم. وعدٌ لم يحمل سوى الدمار والشتات.
أما اليوم، فقد جاء وعد أميرنا المحبوب الذي يعكس قلب رجل عربي مؤمن وعزيمة قائد جسور. وعدٌ يجمع إخوتنا العرب ويجمع المسلمين تحت راية واحدة. إنه وعدٌ يعيد للقدس مكانتها وللأمة هيبتها وللشعب الفلسطيني الحبيب حقه المسلوب وكرامته. وعدٌ يعيد للقضية محورها؛ القدس الشريف، أولى القبلتين ومسرى النبي الأمين.
أحبتي، لقد كان وعد بلفور اللعين وعداً بالتجزئة، بينما وعد سيدي ابن سلمان يحمل رسالةً للتجميع. فبينما جاء وعد بلفور بالدماء والشتات، فإن وعد ابن سلمان يعد بالسلام والوفاق والعدل. إنه نداء إنساني يرفع راية الحق ويعيد للأرض أهلها، وللقدس حرمتها، وللأمة وحدتها.
وعد سيدي ابن سلمان لم يكن مجرد كلمات بل هو جهود حثيثة ومساعٍ عظيمة تهدف إلى جمع الدول على كلمة واحدة. يذكر العالم بحقوق الشعوب ويرسخ الوعي بأن الظلم إلى زوال. إنه وعدٌ يعمل على تعزيز الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة، ويثبت بفعل العمل والعزيمة، ويدعو إلى إعادة التوازن للأمة التي تعرضت للتفكك لأكثر من قرن.
إنه وعدٌ ينسف وعد بلفور ويعيد للأمة تماسكها وللعرب قوتهم. شتان بين وعد أُلف بحبر الاستعمار ووعدٍ يطلقه لسان الإعمار. إن بلدي الحبيبة، المملكة العربية السعودية، كانت ولا تزال قلب الأمة النابض. تجمع شتات العرب والمسلمين وتوحد الصفوف منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز. وإني أفخر بكوني سعودي أنتمي لوطنٍ شامخ يحتضن راية الدين ويعلي من شأن العدالة والسلام.
اللهم احفظ بلادنا الغالية ووفق حكامنا وأدم عزهم، وانصر فلسطين وأهلها وارفع عنهم البلاء، ونتطلع جميعاً للصلاة في المسجد الأقصى عاجلاً غير آجل. يا رب، يا كريم، يا مجيب.