حملة بن غفير الانتخابية تستهدف المواطنين البدو وتثير غضب المجتمع وتعكس التوترات السياسية القائمة

تجمع حشود ضخمة من المتظاهرين في بئر السبع، حيث يعبرون عن رفضهم القاطع لعمليات هدم المنازل في منطقة النقب، المستندة إلى مزاعم البناء على أراضي الدولة، قرب معسكر “نبطيم”. هذه الحملة تأتي كامتداد لحملات مشابهة نفذتها سلطة أراضي إسرائيل خلال السنوات الماضية، حيث تُعلن أنها تسعى لـ”إخلاء الأراضي التي تم السيطرة عليها بصورة غير قانونية ومنع السيطرة على أراضٍ جديدة وفقًا للقانون”. وقد اعتبر سكان النقب أن هذه الحملة تشكل بداية الحملة الانتخابية لوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي يرى في هذا الجهد “نضالًا لحماية أراضي الدولة” لصالح الجميع.

حملة “نسر الجنوب” والنقاشات السياسية

في رد من لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، مع المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، أصدرت بيانا قويا يندد بـ”الحملة الواسعة” التي تشنها رئاسة دائرة أراضي إسرائيل وجهاز الشرطة، تحت عنوان “نسر الجنوب 3″، والتي تستهدف القرى العربية البدوية. وقد أشارت اللجنة إلى أن هذه الحملة ليست سوى استمرار لسياسة تهجير ممنهجة ضد السكان العرب، تهدف للاستيلاء على أراضيهم لصالح مشاريع عسكرية واستيطانية. في ظل افتقار القرى العربية للخدمات الأساسية، تفضل الحكومة استثمار مواردها في القمع والهدم بدلاً من الاعتراف بهذه القرى وتطويرها، مؤكدين على حقهم التاريخي في الأرض، وأنه لا يمكن إخراجهم منها.

ردود أفعال مختلفة على الحملة

جبهة النقب أيضًا أدانت ما يُسمى بحملة “نسر الجنوب 3″، مشيرة إلى أن العنوان الذي أُعطي للحملة يعكس عقلية الحرب تجاه العرب في النقب. وأكد البيان أن هذه الحملة تشكل تصعيدًا في سلسلة التطهير العرقي، مشددين على أن أهل النقب هم أصحاب الأرض الشرعيون. جبهة النقب تدعو إلى تصعيد النضال الشعبي وزيادة التحركات الميدانية والسياسية، حيث تعكس الأحداث الحالية معركة وجود وكرامة.

يتطلب الوضع الملح والمتأزم في النقب استجابة قوية وموحدة من جميع الأهالي، فالخطر يهدد الجميع دون استثناء. يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تتوقف عن هذا النهج العدواني، وأن تسعى لحوار جاد مع ممثلي المجتمع العربي في النقب لإيجاد حلول عادلة ومستمرة تسهم في إنهاء عقود من التمييز. الأمل في نجاح الجهود يتطلب تآزر وتنسيق بين جميع الأطراف لتحقيق العدالة والحياة الكريمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *