الاتحاد السعودي لكرة القدم يقدم دعمًا ماليًا ولكنه يفتقر إلى التأثير الفعلي على تطوير الأداء الرياضي الوطني

محمد الخيبري

في عصر الرؤية والطموح الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، يشهد قطاع الرياضة دعمًا حكوميًا غير مسبوق، يسعى لجعل الرياضة جزءًا أساسيًا من الاقتصاد والمكانة العالمية، إلا أن كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية، تواجه تحديات محبطة تعكس تناقضات في الأداء. فقد شهدت السنوات الأخيرة استثمارات ضخمة حولت الدوري السعودي للمحترفين إلى واجهة عالمية، حيث جذبت نجوماً من الصف الأول، إلا أن العمل الإداري للاتحاد السعودي لكرة القدم لم يتوافق مع حجم هذا الدعم، مما أدى إلى غياب الرضا العام في الشارع الرياضي.

تحديات الاتحاد السعودي لكرة القدم

فشل الاتحاد في استغلال الشعبية الكبيرة لكرة القدم في المنطقة، حيث يعبر الجمهور عن استيائه من الأداء، مطالبًا بإحلال قيادة جديدة تسهم بشكل فعّال في تطوير اللعبة، هذا الإحباط يعكس ارتفاع نسبة الانتقادات الموجهة إلى اللجان المختلفة مثل لجنة الحكام ولجنة المسابقات، حيث يكاد يكون انتقادها هو القاسم المشترك في كل موسم. وعلى الرغم من المعلومات المتاحة بسهولة، ظل الاتحاد غير قادر على مواكبة تطور وعي الجماهير.

أزمة التحكيم وغياب الشفافية

تعد أزمة التحكيم واحدة من أعظم المشاكل في المشهد الرياضي السعودي، فقد أظهر الاتحاد عجزًا تامًا عن معالجة هذه القضية، حيث لجأ إلى اتخاذ قرارات قد تكون متهورة، كرفع تكاليف طواقم الحكام الأجنبية، مما يزيد الأعباء المالية على الأندية. هذا التوجه أدى إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها، وأثر سلبًا على سمعة الدوري على النطاق الدولي، ليصبح محط سخرية.

ضرورة التطوير ورفع الكفاءة

التوجه في تطوير اللعبة محليًا يتطلب التركيز على القاعدة الأساسية، بما يشمل الاستثمار في اللاعبين المحليين وإيجاد آليات تسهم في تعزيز مشاركتهم. فالخطط المالية يجب أن تتماشى مع طموحات الرؤية 2030، لتتجاوز الاستثمارات المليونية دون رؤية واضحة لمستقبل اللاعب المحلي. ومن هنا، يبقى السؤال: كيف يمكن للاتحاد معالجة الفجوات التي تهدد سمعة الدوري السعودي؟

إن الوقت مناسب لمراجعة شاملة للهيكل الإداري والتحكيمي، لإعادة بناء الاتحاد بأساليب شفافة ومهنية، تستلهم من قوة الرؤية، مما يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق الطموحات الكبيرة للسعودية في عالم كرة القدم. قد يكون هذا الوقت هو الفرصة الأخيرة لتقديم أداء يرقى لطموحات الجماهير ويحقق تطلعات الوطن.