تراجع أسعار الذهب بشكل ملحوظ مع تلاشي التوقعات بخفض قريب للفائدة الأمريكية وأسواق المال تترقب المستجدات

يشهد سوق الذهب العالمي حالة من الترقب، بعد تراجع واضح في الأسعار نهاية هذا الأسبوع، حيث تؤثر البيانات الاقتصادية الأمريكية بشكل مباشر على حركة الأسعار، وتنعكس هذه التحركات بشكل ملحوظ على قرارات المستثمرين، خاصة في ظل إشارات متضاربة من البنك المركزي الأمريكي بشأن سياسات الفائدة المتوقعة في الفترة القادمة.

تراجع أسعار الذهب وتأثير بيانات التوظيف الأمريكية

انخفض سعر الذهب عالمياً في التعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليسجل 4062.79 دولاراً للأوقية حتى الساعة 01:57 بتوقيت غرينتش، كما تراجع بأكثر من 0.3% منذ بداية الأسبوع، في حين شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2% لتصل إلى 4068.10 دولاراً للأوقية، ويعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى تقرير الوظائف الأمريكي الذي كشف عن إضافة 119 ألف وظيفة جديدة في سبتمبر، وهو ضعف التوقعات، الأمر الذي دعم التقديرات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يتجه لتخفيض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.

تأثير سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على سوق الذهب

بيئة أسعار الفائدة المرتفعة غالباً ما تؤدي إلى تراجع جاذبية الذهب الذي لا يدر عوائد مباشرة، وينتظر المتعاملون حالياً قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة الشهر المقبل، خاصة مع تراجع التوقعات بحدوث خفض للفائدة من 60% سابقاً إلى نحو 39% فقط، إذ أن الذهب يعتبر ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين المالي أو حينما تكون أسعار الفائدة منخفضة، مما يحرك الطلب عليه بقوة.

أداء الدولار وتأثيره على المعادن النفيسة

يتواصل الدولار الأمريكي في تسجيل مكاسب قوية، حيث يستعد لتحقيق أقوى أداء أسبوعي له منذ أكثر من شهر، ويؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة الذهب وباقي المعادن المقومة به لحاملي العملات الأخرى، مما قد يؤثر سلباً على الطلب العالمي، في الوقت ذاته، شهدت أسعار الفضة تراجعاً بنسبة 0.4% إلى 50.39 دولاراً للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% مسجلاً 1517.95 دولاراً، كما صعد البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 1381.22 دولاراً للأوقية.

نصائح للمستثمرين في قطاع الذهب والمعادن النفيسة

ينصح خبراء الأسواق المالية المستثمرين بمراقبة التطورات العالمية، خصوصاً قرارات الفائدة الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب دراسة مؤشرات الدولار وسلوك المستثمرين الكبار، فالتغيرات المفاجئة في سوق العمل الأمريكي أو الأوضاع الجيوسياسية قد تخلق فرصاً جديدة للاستثمار أو تحتم على المستثمرين الحذر وإعادة توزيع المحافظ الاستثمارية للحفاظ على الأرباح وتقليل المخاطر.