الجزائر وإيران تبنيان تحالفًا استراتيجيًا خفيًا يعيد رسم موازين القوى السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية والعالمية، شهدت العلاقات بين الجزائر وطهران خلال الأشهر الأخيرة تحولا ملحوظا باتجاه تقارب سياسي وأمني استثنائي، ما أثار اهتمام العواصم الغربية وأسئلة جادة حول أبعاد هذا التحالف وطموحاته في منطقة مليئة بالتحديات الأمنية والنفوذ المتشابك.
تحالف استراتيجي بين الجزائر وإيران: أبعاد وآفاق
تشير مصادر استخباراتية غربية إلى تنسيق استراتيجي رفيع المستوى بين النظام العسكري الجزائري والجمهورية الإسلامية الإيرانية، يتجاوز التعاون الدبلوماسي التقليدي ليشمل تبادل الأجندات والمصالح في إفريقيا والشرق الأوسط، تحت ستار التعاون الطاقي والدعم الدولي المتبادل، مع بناء محور سياسي وأيديولوجي مشترك يرتكز على معاداة إسرائيل ومناهضة النفوذ الغربي، في ظل التصاعد الأمني في منطقة الساحل والصحراء.
التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب في الساحل
في نهاية عام 2024، انعقدت اجتماعات سرية في الجزائر بين مسؤولين عسكريين من البلدين بمشاركة مستشارين من الحرس الثوري الإيراني، حيث تم بحث التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، مع تركيز خاص على إدارة التهديدات الجهادية في الساحل، وهو ما منح الجزائر القدرة على استغلال الجماعات المسلحة كورقة ضغط جيوسياسية، بعد أن منحت بعض الفصائل الإرهابية مناطق آمنة نسبيا لتأمين هامش مناورة في القضايا الأمنية الإقليمية.
الدعم المالي والعسكري في الشرق الأوسط
تواصل إيران تقديم دعم مالي وعسكري لحزب الله في لبنان وحماس في غزة، وسط مؤشرات على استخدام قنوات مالية جزائرية، عبر شركات وهمية في وهران، لتمرير أموال إلى هذه التنظيمات، ويعزز ذلك الزيارات الرسمية بين الجانبين التي تضمنت ملفات حساسة تتعلق بالتدريب والدفاع السيبراني وتبادل المعلومات حول تحركات الجماعات المسلحة والتنسيق في العمليات السرية داخل إفريقيا.
أبعاد جيوسياسية لتحالف الجزائر وطهران
يرى خبراء من منتدى سياسة الشرق الأوسط في جنيف أن هذا التحالف يعكس رغبة مشتركة في تقويض النظام العالمي المسيطر عليه من قبل الغرب، وبناء محور سلطوي مناهض للديمقراطيات الليبرالية، ما يمنح كلا الطرفين متنفسا وأداة ضغط في مواجهة الغرب، ضمن مشروع جيوسياسي معقد يدفع باتجاه إعادة رسم التوازنات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مستفيدا من الظروف السياسية والحقوقية التي تعاني منها كل من الجزائر وإيران.
