فاجعة مؤلمة في حافلة العودة من السعودية تسفر عن 30 ضحية في حريق مدمر والأبواب تغلق في وجوههم
في مأساة مؤلمة لا يمكن وصفها، احترق 30 شاباً يمنياً وهم أحياء داخل باص عائد من السعودية، في حادث مأساوي حول حلم العودة إلى الأهل إلى كابوس دائم على طريق العرقوب الجبلي. من بين 35 راكباً، نجا 5 أفراد فقط، بعد أن تمكنوا من تحطيم النوافذ بأيديهم، بينما فشل الآخرون في فتح الأبواب التي تحولت إلى أقفال للموت. وقد شهد فجر الأربعاء واحدة من أبشع الحوادث المرورية في تاريخ المنطقة.
طريق العرقوب.. شريان الموت المنسي
لحظات الشجاعة الأخيرة كانت جحيماً، يروي الناجي سالم الكريمي بتوتر: “سمعنا صوت الاصطدام، واندلعت النيران بسرعة، حاولنا فتح الأبواب لكننا فشلنا، وكان الدخان يختنقنا والحرارة تحرق أجسادنا.” أحمد المحمدي، شاب في الثامنة والعشرين من عمره، كان من بين الضحايا، عائداً لقريته بعد ثلاث سنوات من العمل الشاق في جدة للاحتفال بزفافه الموعود. الآن، تحطمت أحلامه كما تحطم حطام الباص المحروق على أسفلت هذا الطريق الذي حذر منه الخبراء منذ زمن.
تحذيرات الخبراء
هذا الطريق، المعروف بخطورته، لم يكن أول حادث يُسجل عليه، فقد أطلق د. محمد السروري، خبير السلامة المرورية، تحذيرات سابقة حوله: “إنه قنبلة موقوتة، لكن الحكومة تتجاهل التحذيرات.” اليوم، تحققت نبوءته، فقد تحول باص موديل 2023 “الذي يُفترض أنه آمن” إلى محرقة متحركة في غضون بضع دقائق.
الأثر المدمر على الأسر
الآن، تعيش 30 أسرة فاجعة فقدان أبنائها، بينما تكتفي الجهات الرسمية بإصدار بيانات تتحدث عن “القضاء والقدر”. وصف السائق علي البكري المشهد بالمأساوي: “رأيت ألسنة اللهب تخرج من النوافذ، ورائحة الموت تملأ المكان، لقد كان مشهداً لن أنساه ما حييت.” ويعبر الصحفي فتحي بن لزرق بحسرة: “لو حدث هذا في دولة متقدمة، لاستقال على الأقل ثلاثة وزراء.” لكن في بلادنا، تبقى الأرواح رخيصة، والدماء مجرد أرقام في الإحصاءات.
مطالب بإصلاح الوضع
مع تزايد أنباء الفاجعة، تتصاعد الأصوات المنادية بمحاسبة المسؤولين وإصلاح البنية التحتية المتهالكة. يبقى السؤال المحوري: كم شاباً آخر يجب أن يفقد حياته قبل أن تستيقظ الضمائر النائمة؟ الوقت ينفد، والطريق ما زال مفتوحاً أمام مآسي جديدة، مما يذكرنا بأبواب المسؤولية المغلقة في وجه أرواح الأبرياء.
