كشف أسرار إشكالية النهايات في السيرة الذاتية وكيفية تجنب الأخطاء التي تؤثر على فرص الحصول على الوظيفة المثالية
أ.د. صالح معيض الغامدي
يمثل إنهاء السيرة الذاتية تحدياً معقداً يواجه الكثير من الكتاب، حيث يتردد الكاتب في تحديد متى وكيف يضع نقطة النهاية لسرد حياته، خصوصاً أن السيرة ليست مجرد تجميع لماضٍ انتهى، بل هي انعكاس حيّ لتجارب وعبر يتم تشكيلها أثناء الكتابة، ما يجعل وضع نهاية واضحة أمراً صعباً ومحفوفاً بالتردد.
متى وكيف تنهي سيرتك الذاتية؟ نصائح وعوامل مؤثرة
معايير اختيار توقيت النهاية المثالية للسيرة الذاتية
يمكن أن يعتمد الكاتب على عدة معايير لوضع نهاية لسيرته الشخصية، منها: التوقف عندما يشعر بعدم القدرة على الإضافة أو تحقيق المزيد، وهو معيار اقترحته الأستاذة هند آل بدر ويُعد مناسباً في كثير من الحالات. بالإضافة إلى إنهاء السيرة عند مرحلة عمرية أو تجربة محددة مثل التقاعد، الشفاء من مرض، أو تجاوز أزمة وجودية، مما يمنح السيرة طابعاً متماسكاً ومبرراً للانتهاء عند نقطة معينة.
طرق مبتكرة لإنهاء السيرة الذاتية بأساليب جذابة
تتنوع أساليب إنهاء السيرة الذاتية عبر خيارات متعددة، أهمها النهايات الدائرية التي تربط خاتمة السيرة ببدايتها، مما يمنح القارئ شعوراً بالاكتمال والترابط. كما يمكن اعتماد النهاية المفتوحة التي تحفز القارئ على التفكير والتأمل في معاني الحياة والتجارب التي سردها الكاتب. عبارات رمزية مثل «وقد أدرك شهرزاد الصباح فسكتت على الكلام المباح» تضيف بعداً فلسفياً وتعبيراً فنياً يترك أثرًا عميقاً.
أهمية فهم الذات ودورها في تحديد نهاية السيرة الذاتية
غالباً ما تعكس علاقة الكاتب بذاته المكتوبة صعوبة إنهاء السيرة، إذ تحاول الذات الكاتبة السيطرة والتنظيم، بينما تتمرد الذات المكتوبة فتجعل النهاية شكلاً ممكنًا من بين احتمالات متعددة. ولهذا يختلف مفهوم النهاية من كاتب لآخر، فمنهم من يراها انتهاء سرد الأحداث، ومنهم من يفضل أن تكون تعبيراً عن رؤية فلسفية شاملة أو تلخيصًا لمعانٍ حياة ثرية ملهمة.
في النهاية، تظل كتابة السيرة الذاتية عملية متجددة ومهمة لا تنتهي بنقطة، بل هي بداية مستمرة لإعادة تقييم الذات وتوثيق التجارب، حيث توفر النهاية المناسبة فرصة سواء للكاتب والقارئ لفهم أعمق للرحلة الإنسانية الفريدة لكل شخص.
