صدمة في الأسواق ارتفاع جنوني للذهب يلامس 4027 دولارًا للأوقية تعرف على الأسباب الخفية وراء هذا الصعود الصاروخي
ارتفعت أسعار الذهب اليوم وسط تفاؤل الأسواق بشأن إمكانية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في ديسمبر القادم، مما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن، وساهمت البيانات الاقتصادية الضعيفة في زيادة المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، وهو ما دفع المستثمرين للبحث عن الأصول الآمنة.
قفزة الذهب.. ما الأسباب وراء هذا الارتفاع؟
صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 4027.88 دولارًا للأوقية، مسجلاً أعلى مستوى له منذ عدة جلسات وسط تقلبات طفيفة في السوق، كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنفس النسبة لتصل إلى 4036.60 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين بتأثير خفض الفائدة على المدى القصير.
تأثير الدولار وتوقعات الفائدة
أشار محللون إلى أن استمرار المخاوف بشأن النمو العالمي يزيد من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر الاقتصادية والمالية المتزايدة، ويستفيد الذهب أيضًا من انخفاض الدولار الأمريكي نسبيًا، مما يجعله أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، وأضاف الخبراء أن أي خفض مرتقب في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قد يدعم الطلب على الذهب ويؤدي إلى استمرار صعوده في الأسابيع المقبلة.
المعادن النفيسة الأخرى.. صعود جماعي
سجلت الفضة ارتفاعًا في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% لتصل إلى 48.84 دولارًا للأوقية، مع زيادة اهتمام المستثمرين بالمعادن الصناعية أيضًا، كما صعد البلاتين بنسبة 1.2% إلى 1563.25 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس تقوية الطلب الصناعي على المعدن إلى جانب العوامل المالية العالمية، وارتفع البلاديوم بنفس النسبة إلى 1396.75 دولارًا للأوقية، مدعومًا بتحسن الطلب على المعادن في قطاع صناعة السيارات وقطاع التكنولوجيا المتقدمة.
نظرة مستقبلية وتحليل الخبراء
أشار محللون إلى أن تحركات المعادن النفيسة اليوم تعكس توازنًا بين التوقعات الاقتصادية العالمية والمخاطر السياسية والمالية التي تؤثر على أسواق السلع، وأكد الخبراء أن متابعة قرارات الاحتياطي الفيدرالي القادمة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه المستقبلي لسعر الذهب والمعادن الأخرى، خصوصًا مع قرب إعلان البيانات الاقتصادية الجديدة، ويراقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية ومؤشرات التوظيف عن كثب لتقدير سرعة أو حجم أي تخفيض محتمل في أسعار الفائدة، ويعكس ارتفاع أسعار الذهب والمعادن الأخرى أيضًا حالة عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية، والتي تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وتظل العوامل الجيوسياسية، بما في ذلك توترات الطاقة والتجارة العالمية، مؤثرة في تحركات السوق وتزيد من تقلب الأسعار، ويحتفظ الذهب بجاذبيته طويلة الأجل كمخزن للقيمة، خصوصًا في ظل ضعف النمو الاقتصادي العالمي وتقلب العملات الرئيسية، ويرى الخبراء أن ارتفاع الفضة والبلاتين والبلاديوم يعكس تنويع المستثمرين لمحافظهم الاستثمارية، بعيدًا عن المخاطر المرتبطة بالأسهم والسندات، وتوقع المحللون أن تظل الأسواق المالية متقلبة خلال الفترة المقبلة، مع مراقبة أي إشارات من الاحتياطي الفيدرالي والتطورات الاقتصادية العالمية لتحديد اتجاه الذهب والمعادن النفيسة.
