الذهب يرتفع لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مع زيادة التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية هل تستمر هذه الموجة الصعودية

في ظل ترقب الأسواق لقرارات الفيدرالي الأمريكي، واصل الذهب تألقه مسجلاً قفزة سعرية جديدة، مدفوعًا بتزايد التكهنات حول خفض محتمل لأسعار الفائدة خلال شهر ديسمبر. هذا التوجه عزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في أوقات الضبابية الاقتصادية.

الذهب يحقق مكاسب مدعومة بتوقعات خفض الفائدة

ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة ملحوظة بلغت 0.4% ليصل إلى 4135.55 دولار للأوقية، بينما قفزت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.6% لتستقر عند 4147.60 دولار للأوقية، مما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في الذهب كمخزن للقيمة.

بيانات اقتصادية تدعم التوجه نحو خفض الفائدة

* أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة تباطؤًا في سوق العمل الأمريكي، حيث فقد الاقتصاد وظائف خلال شهر أكتوبر، مع انكماش ملحوظ في قطاعي الحكومة والتجزئة.
* كما كشف مسح حديث عن تراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات ونصف خلال أوائل نوفمبر، مما يضع ضغوطًا إضافية على الفيدرالي الأمريكي للنظر في إجراءات تحفيزية.

توقعات بخفض الفائدة تشتعل في الأسواق

وفقًا لأداة “فيد ووتش”، يراهن المتعاملون حاليًا بنسبة 64% على أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، مما يعكس قناعة متزايدة بضرورة اتخاذ إجراءات لدعم النمو الاقتصادي.

مسؤول بالفيدرالي يلمح إلى خفض أكبر للفائدة

عزز عضو مجلس الاحتياطي الفدرالي ستيفن ميران هذه التوقعات، مصرحًا بأن خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس سيكون مناسبًا في ديسمبر، مشيرًا إلى تراجع معدلات التضخم وارتفاع معدلات البطالة، مما يضفي مزيدًا من الزخم على احتمالية خفض الفائدة.

الذهب يستفيد من انخفاض الفائدة والغموض الاقتصادي

عادة ما يستفيد الذهب، كونه أصلًا لا يدر عائدًا، من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة ومن فترات التباطؤ أو الغموض الاقتصادي، حيث يعتبر ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات.

نهاية الإغلاق الحكومي تضفي بعض الاستقرار

بالتزامن مع هذه التطورات، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تسوية تنهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، مما يضع حدًا لحالة الجمود السياسي التي استمرت لأسابيع، وتسببت في تعطيل المساعدات الغذائية لملايين المواطنين وحرمان مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين من رواتبهم. هذا الاستقرار النسبي قد يساهم في تهدئة الأسواق مؤقتًا، لكن تبقى التوقعات بخفض الفائدة هي المحرك الرئيسي لأسعار الذهب في الوقت الحالي.