انهيار الدولار يصدم الأسواق الشعبة تكشف مفاجأة في أسعار الذهب قفزة تاريخية تنتظر المستثمرين
تتأثر أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية بشكل كبير بتقلبات قيمة الدولار الأمريكي، مما يجعله محور اهتمام المستثمرين والتجار على حد سواء، فما هي العوامل الأخرى التي تؤثر في أسعار الذهب، وما هي التوقعات المستقبلية؟
الدولار والذهب: علاقة عكسية تحكم الأسواق
أكد المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن تراجع الدولار أمام العملات الأخرى هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الذهب، فعندما ينخفض الدولار يزداد الطلب على الذهب من قبل المستثمرين الأجانب، مما يدفع قيمته إلى الارتفاع، وفي أوقات الضغوط العالمية على الدولار يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن يحمي ثرواتهم من تقلبات العملات الأخرى، إضافة إلى كونه أداة تحوط قوية في الأوقات التي تشهد تقلبات اقتصادية أو سياسية كبيرة.
تأثير الغموض السياسي والاقتصادي على أسعار الذهب
يزيد الغموض المستمر بشأن الإغلاق الحكومي الأمريكي من تعقيد الوضع الاقتصادي ويؤثر بشكل غير مباشر على أسواق الذهب، فرغم عدم حسم الأزمة المتعلقة بالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، يتوجه العديد من المستثمرين إلى الذهب كأداة استثمار آمنة بعيدًا عن التقلبات السياسية والاقتصادية، وعادة ما تؤدي الأزمات السياسية والاقتصادية الكبرى إلى زيادة الطلب على الذهب، خاصة في ظل تراجع الثقة في استقرار الاقتصاد العالمي، فالمخاوف من تأثيرات الأزمة الأمريكية تدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر أمانًا.
هل ألغت الصين الإعفاءات الجمركية؟ وكيف أثر ذلك على الذهب؟
على عكس التوقعات، لم يؤدِ قرار الصين بإلغاء بعض الإعفاءات الجمركية على المشغولات الذهبية إلى تراجع الأسعار، فكان من المتوقع أن يقلل هذا القرار من الطلب على الذهب في السوق الصيني، أحد أكبر أسواق الذهب في العالم، ولكن عوامل اقتصادية أخرى دعمت الأسعار بدلاً من خفضها، ويأتي القلق المتزايد بشأن الأوضاع الاقتصادية العالمية من بين هذه العوامل، مما أثر على استهلاك الذهب في أسواق أخرى، فحتى مع القيود الجمركية الصينية، ظل الذهب يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية العالمية.
في ظل هذه التطورات، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 محليًا ليصل إلى حوالي 5450 جنيهًا، مقارنة بـ 5330 جنيهًا في اليوم السابق، ويعكس هذا الارتفاع التغيرات الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية في أسعار الذهب، كما شهدت الأوقية الذهبية ارتفاعًا عالميًا بنسبة تزيد عن 2.5% لتقترب من مستوى 4100 دولار، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين تحركات الأسواق العالمية وتأثيراتها على الأسواق المحلية.
وفي الختام، يبقى الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين، خاصة في الأوقات التي يشهد فيها الاقتصاد العالمي حالة من الاضطراب، فأسعار الذهب في المستقبل ستظل مرتبطة بتقلبات الدولار الأمريكي والتطورات السياسية والاقتصادية العالمية، فالمستثمرون الذين يراهنون على الذهب كأداة استثمار آمنة في فترات الأزمات الاقتصادية سيكونون دائمًا في وضع جيد، حيث إن المعدن الأصفر لم يخذلهم أبدًا في الأوقات العصيبة، ومع استمرار حالة عدم اليقين العالمي، سيظل الذهب عنصرًا رئيسيًا في محفظة الاستثمارات التي تعتمد على الاستقرار والأمان.
