الذهب يشتعل عالميا والدولار يتراجع صدمة في الأسواق هل نشهد عصرا ذهبيا جديدا للمعدن النفيس
في مفاجأة غير متوقعة، قفزت أسعار الذهب في السوق المحلية اليوم بأكثر من 100 جنيه للجرام الواحد، لتخالف بذلك التوقعات التي كانت تشير إلى إمكانية انخفاض الأسعار مع بداية الأسبوع. فما هي الأسباب وراء هذا الارتفاع المفاجئ؟ وكيف سيؤثر ذلك على المستثمرين والمستهلكين؟
ارتفاع مفاجئ في أسعار الذهب يتجاوز 100 جنيه للجرام
أوضح المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، في تصريحات تلفزيونية، أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع يكمن في عاملين رئيسيين: أولهما، التراجع الذي يشهده سعر الدولار عالميًا أمام العملات الأخرى، وثانيهما، استمرار حالة الغموض بشأن الإغلاق الحكومي الأمريكي وتداعياته المحتملة على الاقتصاد العالمي.
تراجع الدولار والإغلاق الحكومي الأمريكي وراء الصعود
وأضاف المنيب أن الأسواق كانت تتوقع انخفاضًا في الأسعار بعد إعلان الصين عن إلغاء بعض الإعفاءات الجمركية على المشغولات الذهبية، وهو ما كان من شأنه أن يقلل الطلب على الذهب في السوق الصيني، أحد أكبر المستهلكين للذهب في العالم. ومع ذلك، جاءت النتائج مخالفة للتوقعات، مما يؤكد على تأثير العوامل الأخرى، مثل سعر الدولار، في تحديد مسار أسعار الذهب.
الذهب يسجل أعلى مستوى له منذ أسبوعين في مصر
وأشار المنيب إلى أن الذهب سجل اليوم في مصر أعلى مستوى له منذ أسبوعين، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 5450 جنيهًا، مقارنة بـ 5330 جنيهًا أمس. كما ارتفعت الأوقية عالميًا بأكثر من 2.5% لتقترب من مستوى 4100 دولار.
الدولار يظل المحرك الرئيسي لأسعار الذهب مستقبلًا
واختتم المنيب حديثه بالتأكيد على أن الذهب يظل الملاذ الآمن للمستثمرين في أوقات الاضطرابات الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن التحركات القادمة للأسعار ستظل مرتبطة بشكل وثيق بتقلبات الدولار الأمريكي والتطورات السياسية والاقتصادية العالمية. ويؤكد خبراء الذهب أن هذه الاضطرابات ستظل العامل الأبرز في تحديد مسار أسعار المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تنامي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
على الرغم من توقعات تراجع الأسعار بعد القرارات الصينية، إلا أن الأحداث الأخيرة قلبت الموازين وأعادت الذهب إلى واجهة المشهد كملاذ آمن يحتمي به المستثمرون في أوقات عدم الاستقرار. ومن المرجح أن يشهد السوق المحلي مزيدًا من التحركات خلال الأيام القادمة، مما يجعل متابعة تطورات الأسعار أمرًا ضروريًا للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.