عودة ارتفاع أسعار الذهب عالميا وتأثير تحركات البنك المركزي الصيني على السوق الاقتصادي العالمي
تم تحديثه الثلاثاء 2025/11/11 09:19 م بتوقيت أبوظبي
عاد الذهب ليحتل مركز الصدارة في الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية، مع تسجيل أسعار المعدن النفيس ارتفاعات قياسية، مدعومة بعوامل متعددة تؤثر على المشهد الاقتصادي، مما يجذب أنظار المستثمرين حول العالم نحو الذهب كملاذ آمن.
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب في بداية الأسبوع
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات الاثنين والثلاثاء، حيث قفز سعر الأوقية من الذهب بنسبة 2.41% يوم الاثنين، ليصل إلى 4098 دولارًا، مع زيادة بلغت 96.6 دولارًا مقارنة بالجلسة السابقة، واستمر المعدن الأصفر في الصعود يوم الثلاثاء ليبلغ نحو 4139 دولارًا للأوقية، بزيادة إضافية قدرها 41 دولارًا.
دور البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب
يرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى زيادة مشتريات البنوك المركزية، وعلى رأسها البنك المركزي الصيني، الذي استمر في شراء الذهب للشهر الثاني عشر على التوالي، حيث وصلت احتياطيات الصين إلى 74.09 مليون أوقية بنهاية أكتوبر 2025، مرتفعة بنسبة 1.8% سنويًا، مما يعزز ثقة المستثمرين بأن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي.
تأثير المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية على الذهب
تستمر التوترات الجيوسياسية والتحديات المتعلقة بالرسوم الجمركية في الضغط على الأسواق العالمية، مع تزايد حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة بسبب السياسات الاقتصادية، وهو ما يدعم الاتجاه التصاعدي لأسعار الذهب، إذ يرى المحللون أن هذه العوامل ستستمر في دفع الطلب على المعدن الثمين خلال الفترة المقبلة.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتأثيرها على السوق
يرى محللون أن توقعات خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تلعب دورًا رئيسيًا في ارتفاع الذهب، خاصة في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي التي قد تؤثر على الإنفاق العام، ما يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي يدفع المستثمرين للتحول نحو الذهب كخيار آمن. كما يشير بعض الخبراء إلى أن استمرار الضغوط التضخمية في الاقتصاد الأمريكي ودعم السيولة الكبيرة يعززان هذا الاتجاه الصاعد.
مستقبل أسعار الذهب واحتمالات تجاوز القمم الجديدة
وفقًا للمحللين، فإن التقلبات الحالية في أسعار الذهب غير معتادة وتعكس حالة من التوتر داخل الأسواق المالية، مع احتمالية تجاوز مستويات قياسية جديدة قريبًا، حيث يمكن لموجة الصعود الحالية، رغم نسبها المحدودة، أن تدفع الأسعار لتحقيق قمم غير مسبوقة، مما يوفر فرصًا استثمارية واعدة للمستثمرين الباحثين عن الأمان وسط تقلبات السوق.
