ارتفاع أسعار السلع والخدمات في سوريا يتجاوز الحدود الإقليمية والدولية في حين لبنان يشهد تحركات كبيرة لتكسير الأسعار وتحسين القدرة الشرائية
سعر سوريا يرتفع إقليمياً ودولياً وأما لبنان فـ “تكسير أسعار”…
نادر: إذا كانت الدولة اللبنانية غير قادرة فمن المُفتَرَض أن تتحدث وتعرض العقبات
تعيش سوريا لحظة تاريخية في إعادة ترتيب مكانتها الإقليمية والدولية، بعد جهود مكثفة ساهمت في تحسين صورتها واستعادة دورها الفاعل في محور التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة وتركيا. هذا التحول الكبير يعكس ارتفاع سعر سوريا بين الدول، في مقابل انخفاض واضح في وزن لبنان الإقليمي والدولي، ما ينعكس على ملفات التعاون والتوتر بين البلدين.
ارتفاع سعر سوريا إقليمياً ودولياً وتأثيره على لبنان
نجح الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في تغيير النظرة الأميركية والغربية لسوريا، وأعاد تعريفها كشريك مهم في المنطقة، لا سيما في مكافحة الإرهاب واحتواء الميليشيات المتحالفة مع إيران، ما جعل سوريا ملتقى محور تعاون جديد على المستوى الإقليمي والدولي. هذا الواقع يرفع سعر سوريا في كل الملفات اللبنانية – السورية، خصوصاً في قضايا اللجوء، السجناء، الاغتيالات، والترتيبات الأمنية، مما يضع لبنان في موقف أضعف.
انخفاض وزن الدولة اللبنانية وغيابها في المحافل الدولية
يشير الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر إلى أن لبنان يعاني من حالة جمود شاملة في الملفات الوطنية، مع غياب واضح له عن الاجتماعات الدولية والإقليمية المهمة، مثل قمة شرم الشيخ، مما يعكس تدني دوره وقيمته على الساحة الإقليمية والدولية. ويرى أن عدم توجيه دعوات أميركية لمسؤولين لبنانيين يؤكد أن لبنان لم يعُد جزءاً فاعلاً في الترتيبات الإقليمية.
الحاجة إلى وضوح مواقف لبنان بشأن التحديات الأمنية
يؤكد نادر أن لبنان مطالب اليوم بأن يكون صادقاً في موقفه، فلا يكفي الحديث عن الرغبة في الإصلاح أو تأجيل تنفيذ مهام الدولة الأمنية، بل يجب عرض العقبات الحقيقية التي تقف أمام حصر السلاح بيد الدولة. مع أن الاحتلال الإسرائيلي يبرر عدم حصر الأسلحة في الجنوب، إلا أن هناك مناطق لبنانية أخرى مثل الضاحية الجنوبية وشمال الليطاني لا تشهد هذا التهديد مباشرة، ويجب العمل على حصر السلاح فيها لتعزيز سيادة الدولة.
تطلعات المجتمع الدولي لدور لبناني فعال وصريح
العالم كان مرحباً بلبنان على المستوى الكلامي، لكنه ينتظر اليوم خطوات فعلية وواضحة من الدولة اللبنانية لتثبيت هيبتها على الأرض. في حال عجز الدولة عن تنفيذ هذه المهام، يجب أن تعلن ذلك بشفافية، وتوضح أمور العقبات التي تحول دون تحقيق ذلك، ليُبنى على الشيء مقتضاه، مما يجعل الحوار والطرح صريحاً وبناءً، بما يخدم مستقبل الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة.
