تعرف على أغلى دولة أوروبية في أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي وتأثير ذلك على فاتورة الطاقة المنزلية

تشهد أوروبا هذا العام اختلافات حادة في أسعار الكهرباء والغاز المنزلي، وسط موجة تقلبات غير مسبوقة تؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للأسر من شمال القارة إلى جنوبها، حيث تدفع بعض العواصم الأوروبية مبالغ طائلة مقارنة مع مدن أخرى، ما يعكس واقعًا معقدًا تتشابك فيه عدة عوامل، من سياسات الطاقة الوطنية إلى تنوع مصادرها، بالإضافة إلى التداعيات الكبيرة للصراع الروسي الأوكراني الذي قلب موازين سوق الطاقة في القارة العجوز، وفقًا لما نقلته شبكة “يورونيوز” عن بيانات مؤسسة “يوروستات”.

ألمانيا في مقدمة الدول الأعلى تكلفة للكهرباء

تتصدر ألمانيا قائمة الدول التي تسجل أعلى أسعار للكهرباء المنزلية في أوروبا، إذ بلغ سعرها 38.4 يورو لكل 100 كيلوواط ساعة، وتأتي بعدها بلجيكا والدنمارك بفوارق بسيطة، بينما تقدم تركيا نموذجًا مغايرًا بسعر منخفض للغاية يبلغ 6.2 يورو فقط لكل 100 كيلوواط ساعة، مما يمنح مواطنيها متنفسًا وسط موجة ارتفاعات تضرب أغلب البلدان الأوروبية، خاصة مع اعتماد ألمانيا الكبير على مصادر الطاقة المكلفة والتحديات المرتبطة بسوق الطاقة المحلية.

تأثير القدرة الشرائية على تقييم تكاليف الطاقة

عند تعديل الأسعار وفقًا للقدرة الشرائية للمواطنين، تتغير الصورة بالكامل، حيث تبرز الدول الإسكندنافية، مثل النرويج وفنلندا، كأكثر قدرة على تحمل تكاليف الكهرباء، في مقابل استمرار الألمانية، إيطاليا، بولندا، والتشيك ضمن قائمة الدول التي تشكل فواتير الكهرباء عبئًا ثقيلًا على الأسر؛ وهذا يدل على أن الأسعار بمفردها لا تعكس الواقع الاقتصادي للمستهلكين بشكل دقيق.

السويد الأعلى سعرًا في الغاز الطبيعي وجورجيا الأرخص

في قطاع الغاز الطبيعي، تقدم السويد أسعارًا قياسية تصل إلى 21.3 يورو لكل 100 كيلوواط ساعة، تتبعها هولندا والدنمارك، بينما تأتي جورجيا في الطرف الآخر من الطيف بسعر منخفض جدًا يبلغ 1.7 يورو فقط، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين شمال وشرق أوروبا، ويؤثر ذلك على استراتيجيات الاستهلاك والطاقة في كل دولة.

عوامل متعددة وراء تباين فواتير الطاقة في أوروبا

يُعزى التفاوت الكبير في فواتير الطاقة إلى مزيج من العوامل المتشابكة، منها سياسات التخزين والشراء المتبعة، ومستوى الربط بين الشبكات الإقليمية، ونوعية الدعم الحكومي المقدمة للمستهلكين، إضافة إلى الظروف المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على بيانات الاستهلاك، مع تسجيل بعض الدول مثل تركيا ومولدوفا قفزات حادة في الأسعار، في حين شهدت سلوفينيا، النمسا، والتشيك انخفاضات ملحوظة، مؤكدين على التنوع غير المسبوق في أسواق الطاقة الأوروبية الحالية.