ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط العالمية مع تجاوز خام برنت لشهر يناير مستوى 63 دولاراً وسط توقعات بنمو الطلب الاقتصادي العالمي

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في ختام تعاملات الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني، متزامنًا مع إعلان الرئيس ترامب عن الاتفاق المبدئي لإنهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما عزز التفاؤل بأسواق الطاقة العالمية.

تطورات أسواق النفط وتأثير المخزونات الأميركية

رغم هذا الارتفاع، تأثرت الأسواق بإفصاحات عن زيادة جديدة في مخزونات النفط الأميركية، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة الحديث عن وفرة المعروض العالمي مقارنة بحجم الطلب الحالي، ما يخلق ضغوطًا على الأسعار، خاصة مع توقعات منظمة أوبك بنمو الإمدادات العالمية بشكل متسارع في 2026، إذ أشارت التقديرات الأخيرة إلى احتمال تجاوز العرض للطلب، في تغير مهم عن توقعاتها السابقة.

تغيرات الأسعار وتأثير العقوبات الدولية

في جلسة الخميس، زادت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير/كانون الثاني بنسبة 4% لتصل إلى 63.01 دولارًا للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.34% ليبلغ 58.69 دولارًا للبرميل، بعد أن شهد خام برنت تراجعًا بنحو 4% في منتصف الأسبوع، متأثرًا بالمخاوف من فائض الإمدادات.

تحليل أساسي لأسعار النفط وإشارات السوق

وفقًا لبيانات معهد النفط الأميركي، ارتفعت مخزونات النفط بمقدار 1.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، في حين تراجعت مخزونات البنزين ومشتقات التقطير، ويمثل ذلك مؤشراً على زيادة في العرض يصاحبه تباين في الطلب، لكن محللين يرون أن الأسعار قد تستقر حول 60 دولارًا للبرميل، مدعومة بإمكانية اضطراب صادرات النفط الروسي بعد تنفيذ عقوبات دولية جديدة.

توقعات قصيرة الأمد وآفاق الأسعار

يشير خبراء بنك “دي بي إس” إلى أن تعديل أوبك لتوقعاتها بشأن توازن السوق في 2026 يعكس واقعية أكبر، لكنه تسبب برد فعل مبالغ فيه أسفر عن انخفاض الأسعار بشكل حاد في جلسة واحدة، مع ارتفاع المخزونات الأميركية إلى 427.6 مليون برميل، وتراجعات طفيفة في مخزونات البنزين والديزل، بينما يرى محللون آخرون أن وفرة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي قد تحصر أسعار النفط بين 60 و65 دولارًا للبرميل خلال الأسابيع المقبلة.

يبقى المستثمرون ومراقبو أسواق الطاقة في ترقب مستمر لاستيعاب التأثيرات الجديدة، مع تداول الأسعار بناءً على مزيج من العوامل الاقتصادية، الجيوسياسية، والتوقعات المستقبلية، مما يؤكد أهمية متابعة التطورات اليومية في سوق النفط العالمية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *