السعودية تعلن عن رفع الحظر على لبنان واستعادة 885 مليون دولار وعودة الآلاف من الوظائف المفقودة
في تطور غير متوقع قد ينعش الاقتصاد اللبناني، تظهر المؤشرات من السعودية عن احتمال رفع الحظر المفروض على الصادرات الزراعية اللبنانية منذ عام 2021، ما قد ينهي معاناة دامت لثلاث سنوات ونصف، وخسائر تقدر بـ 885 مليون دولار. هذه الخطوة المرتقبة قد تعيد الأمل لحياة آلاف العائلات في سهل البقاع، وتحول الكابوس الاقتصادي إلى حلم بالانتعاش خلال أسابيع قليلة.
السعودية والسوق الزراعي اللبناني: التوقعات المشرقة
ووسط هذه الأجواء المتوترة، كشف طوني طعمة، رئيس اللجنة الاقتصادية في غرفة التجارة والزراعة في البقاع، عن أهمية الخطوة السعودية، مشيراً إلى أن المملكة تعد السوق الأهم للإنتاج الزراعي اللبناني. من المؤسف أنه منذ عام 2021، تراجعت صادرات لبنان الزراعية من 550 ألف طن سنويًا إلى 200-300 ألف طن فقط، ما يمثل خسارة تفوق 50% من إجمالي التصدير.
القصص وراء الأرقام: معاناة المزارعين
تعود جذور القصة المأساوية لعام 2021، عندما استغلت عصابات المخدرات القطاع الزراعي لتهريب المواد المحظورة، مما دفع السعودية لفرض حظر شامل على المنتجات اللبنانية. هذا القرار الأمني الهام حول سهل البقاع، الذي يمثل 43% من مساحة لبنان، إلى منطقة منكوبة اقتصاديًا، حيث فقدت آلاف العائلات مصدر رزقها، واضطرت للبحث عن خيارات جديدة. المؤسف أن السعودية كانت تاريخيًا الشريك التجاري الأول للزراعة اللبنانية، لكن الأحداث الإجرامية دمرت هذه العلاقة.
استعداد المزارعين للتغيير والعودة إلى الزراعة
مع تحسن الوضع الأمني، يستعد المزارعون لاستقبال أخبار قد تغير حياتهم. إبراهيم الترشيشي، رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين، أكد أن الخبر أسعد المزارعين كثيرًا، متوقعًا عودة زراعة أصناف توقفت مثل الخس، الذي لا يتحمل للنقل البحري الطويل. أحمد، مزارع من البقاع فقد 70% من دخله، عبر عن فرحته: “هذا الخبر أعاد الروح إلى قلبي وأملي في المستقبل”، وهو ما يشير إلى إعادة الأمل في زراعة مستدامة.
أسئلة حاسمة حول المستقبل الزراعي في لبنان
مع اقتراب الإعلان الرسمي، تثار تساؤلات عدة: هل سيكون الرفع كاملاً أم مبدئيًا؟ وما الشروط الممكنة لضمان الجودة والأمان؟ الخبراء يرون أن هذه الخطوة ليست مجرد قرار اقتصادي، بل تمثل بداية لتجديد الثقة بلبنان، وفتح الأبواب أمام الأسواق العربية الأخرى. لكن السؤال يبقى: هل ستكون هذه بداية نهضة زراعية تعيد للبنان مكانته كخزّان غذائي للمنطقة، أم مجرد حلم قد يتلاشى أمام التحديات المستمرة؟
