أمطار غزيرة تغمر خيام النازحين وتزيد الأزمة الإنسانية تعقيدا بعد عامين من الحرب المستمرة

تُفاقم الأمطار الغزيرة التي اجتاحت قطاع غزة مأساة أكثر من 1.5 مليون نازح يعيشون في ظروف صعبة منذ عامين نتيجة الحرب والحصار المستمر، حيث غمرت المياه خيامهم البالية، مما زاد من معاناة النازحين الذين يعانون أصلاً من نقص في السكن والرعاية الأساسية.

غرق واسع لخيام النازحين ومراكز الإيواء في غزة

أكدت “حكومة غزة”، في بيان رسمي، أن الأمطار الغزيرة اجتاحت مئات الخيام ومراكز الإيواء التي يتخذها النازحون مساكن مؤقتة، مما أدى إلى تدمير أو إتلاف العديد منها، وترك العائلات بلا مأوى حقيقي وسط موجات برد قاسية ورياح عاتية تعصف بالمنطقة، وهو ما يفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً.

عامان من الإهمال والحصار ينقلان الأزمة إلى مرحلة جديدة

أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن النازحين قضوا عامين وسط حرب وحصار دموي، يعانون من نقص حاد في الماء والغذاء والخدمات الصحية، مؤكدًا أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل أسابيع، لم يحسن الأوضاع بشكل ملموس، خاصة مع استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات الأساسية ومواد الإعمار، مما يفاقم معاناة المدنيين في غزة.

الاحتياجات الطارئة: آلاف الخيام والكرافانات لإنقاذ النازحين

أوضحت الحكومة أن القطاع يعاني نقصًا حادًا في أماكن الإيواء، يحتاج النازحون إلى نحو 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان لتوفير مأوى مؤقت، بعد أن أصبحت 93% من الخيام الحالية غير صالحة للاستعمال، وفقًا لتقديرات صادرة في سبتمبر الماضي، خاصة مع تزايد انهيار المنازل المتضررة وجرفها من قبل الأمطار والسيول.

نداءات دولية عاجلة لإنقاذ سكان غزة

حمّل البيان المجتمع الدولي مسؤولية استمرار الأزمة الإنسانية، معربًا عن استيائه من الصمت المتواصل حيال تعنت إسرائيل في السماح بدخول المساعدات، ودعا الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى تحرك سريع وفوري لتقديم الدعم الإنساني والطبي والإيوائي، وإنقاذ حياة ملايين المدنيين المحاصرين وسط كارثة مناخية وإنسانية متفاقمة.

تظل غزة تعيش في قلب مأساة دموية إنسانية، حيث خلفت عامان من القتال والحصار أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني، ونحو 170 ألف جريح، مع دمار 90% من البنية التحتية المدنية، مقابل خسائر اقتصادية تجاوزت 70 مليار دولار، وسط معاناة مئات الآلاف الذين لا يجدون سوى خيام مهترئة تكافح أصلاً ضد تقلبات الطقس القاسية.