الذهب يحافظ على ارتفاعه القياسي فوق 4000 دولار وسط تداعيات أطول إغلاق حكومي أمريكي في التاريخ
شهد الذهب استقرارًا ملحوظًا في تداولاته فوق مستوى 4000 دولار للأوقية خلال الأسبوع الماضي، مع انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعزز دوره كملاذ استثماري آمن وسط تقلبات الأسواق والتوترات السياسية وتباطؤ توقعات النمو الاقتصادي الأمريكي.
استقرار الذهب فوق 4000 دولار وأثر السياسات الأمريكية
أنهى الذهب الأسبوع عند 4084.20 دولارًا للأوقية، محققًا ارتفاعًا بنسبة 2.10% مقارنة مع الأسبوع السابق، مدعومًا بتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقانون تمويل استثنائي أدى إلى إنهاء الإغلاق الحكومي الذي دام لأكثر من 43 يومًا، والذي تسبب في توقف صدور بيانات اقتصادية مهمة مثل مؤشر أسعار المستهلك وبيانات سوق العمل.
الانعكاسات الاقتصادية لنهاية الإغلاق
يُعد غموض البيانات الاقتصادية بسبب الإغلاق الطويل عاملاً رئيسيًا يؤثر في توجهات الذهب، حيث أثار نقص المعلومات الأساسية تساؤلات عن احتمالية خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي) في ديسمبر المقبل، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ضعف سوق العمل ودعم السياسات النقدية التيسيرية
بجانب ذلك، تستمر خسائر الوظائف بنحو 11000 وظيفة أسبوعيًا وفق مؤشر ADP، مما يعكس ضعف سوق العمل الأمريكي، ويحفز الفيدرالي على تبني سياسات نقدية أكثر تساهلاً، وهو ما يدعم الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر الاقتصادية.
العوامل السياسية والاقتصادية العالمية المؤثرة
تعزز التطورات السياسية والإدارية في الولايات المتحدة، بما في ذلك مقترحات التنقيب عن النفط وإصلاحات حقوق المساهمين، حالة عدم اليقين في الحوكمة، مما يدفع المستثمرين إلى اللجوء للمعدن الأصفر، كما يستمر الاتجاه العالمي نحو تقليل الاعتماد على الدولار مع شراء مكثف من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المتداولة (ETF)، مما يعزز الطلب الهيكلي على الذهب.
تحليل فني وتوقعات مستقبلية لسعر الذهب
على الصعيد الفني، يحافظ الذهب على قناة صاعدة واضحة، حيث نجح في تجاوز مقاومة 4050 دولارًا، ما يؤكد مسارًا تصاعديًا متوسط المدى، والمتابعة الدقيقة لمستوى المقاومة التالي عند 4216 دولارًا قد تؤدي إلى اختبار أعلى مستوى قياسي عند 4381 دولارًا، المسجل في 20 أكتوبر.
يبقى الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن أمان في ظل الأجواء الاقتصادية والسياسية المتقلبة، مع توقعات باستمرار الاتجاه الصاعد خلال الفترة القريبة، مستندًا إلى تطورات السياسات النقدية الأمريكية والتحولات في الأسواق العالمية.

تعليقات