إنذار أحمر يهدد ثمانية مناطق سعودية وسط تساؤلات حول إمكانية تعليق الدراسة غدا في أنحاء المملكة
تشهد المملكة العربية السعودية تطورات جوية غير مسبوقة، حيث أصدر المركز الوطني للأرصاد إنذاراً أحمر يستهدف 11 منطقة، في ظل توقعات بأقوى عاصفة مطرية لهذا العام. ينتظر 6 ملايين طالب وطالبة قراراً مصيرياً قد ينقلهم من مقاعد الدراسة إلى دفء منازلهم، وسط أصوات الرعد التي تتردد كقنابل في السماء كل دقيقتين.
عاصفة مطرية قادمة
تقول أم محمد، ربة منزل من جدة، “لم أر سماءً مخيفة كهذه في حياتي”، وهي تراقب الغيوم المظلمة تتجمع بشكل مقلق فوق المدينة، حيث يؤكد المركز الوطني للأرصاد أن الحالة الجوية ستؤثر على 8 مناطق رئيسية، وهي: عسير، الباحة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، القصيم، حائل، الحدود الشمالية، والمنطقة الشرقية، وستصل الأمطار إلى مستوى السيول المدمرة، بينما ستتجاوز سرعة الرياح 60 كيلومتراً في الساعة، مما يستدعي إيقاف الدراسة فوراً، وفق تحذيرات خبراء الأرصاد.
تاريخ من التحديات المناخية
ليس هذا النوع من الطقس جديداً على المملكة، ففي عام 2018 شهدت البلاد عاصفة مماثلة أدت إلى تعليق الدراسة لأسبوع كامل، لكن الحالة الحالية تبدو أكثر حدة. وضعت وزارة التعليم ثمانية معايير صارمة لتعليق الدراسة، تشمل أمطار تتراوح بين 10-50 ملم في الساعة، ورياح قوية، وانخفاض الرؤية الأفقية، حيث يقوم المسؤولون بذلك لحماية أرواح الطلاب.
ترقب وتعليم عن بعد
الأسر السعودية تتحول إلى مراكز ترقب، حيث تتحدث سارة الزهراني، طالبة جامعية، عن صوت الرعد المدوي وكمية المطر التي تتساقط. تلغي العائلات مواعيدها، ويقوم الأهالي بمراجعة خطط الطوارئ المنزلية، بينما يتابع الجميع القنوات الرسمية بترقب شديد. ربما تكون هذه الفرصة مناسبة للاستفادة من التعلم عن بعد، وتقوية الروابط الأسرية، لكن التحدي يكمن في إدارة القلق وضمان سلامة الجميع.
قرار التعليم المنتظر
لم تُصدر وزارة التعليم بعد قراراً رسمياً بتعليق الدراسة، بينما أعلنت جامعة جدة عن تعليق الدراسة ليومي الجمعة والسبت لطالبات الدراسات العليا. الساعات المقبلة تحمل القرار الحاسم الذي ينتظره ملايين السعوديين، فهل ستكون بداية إجازة اضطرارية أم يوماً دراسياً عادياً في ظل الجو المضطرب؟ المعركة بين السلامة والاستمرارية على وشك الحسم، والقرار بيد المسؤولين الذين يتحملون المسؤولية عن 6 ملايين روح طلابية.

تعليقات