إيران تتحول من الجفاف القاتل إلى الفيضانات المدمرة أمطار غزيرة تجتاح البلاد بعد طول انتظار

تواجه إيران تحديات بيئية جمة، فبعد أشهر من الجفاف الحاد الذي أرهق البلاد وأوصلها إلى أسوأ أزمة مياه منذ عقود، شهدت بعض المناطق الغربية فيضانات مفاجئة، لتعيد إلى الأذهان هشاشة الوضع المائي وتداخل العوامل المؤدية إليه، من نقص الأمطار إلى سوء الإدارة وتغير المناخ، وسط تحذيرات من مستقبل قاتم يهدد حتى العاصمة طهران.

فيضانات مفاجئة تجتاح غرب إيران

أصدرت منظمة الأرصاد الجوية تحذيراً من فيضانات محتملة في ستة أقاليم غربية، وتوقعت أمطاراً في 18 إقليماً آخر، لكن هذه الأمطار التي كان ينتظرها الكثيرون تحولت إلى نقمة في بعض المناطق، وتضافرت هذه الفيضانات مع أزمة مياه متفاقمة، حيث تقل مستويات هطول الأمطار بنسبة 85% عن المتوسط، مما أدى إلى استنزاف الخزانات ونقص الإمدادات، حتى في طهران الكبرى.

الاستمطار كحل مؤقت.. هل يكفي؟

في محاولة يائسة، لجأت إيران إلى تقنية استمطار السحب، ونفذت أول عملية من هذا النوع فوق حوض بحيرة أروميه، لكن خبراء يرون أن هذه التقنية باهظة التكاليف ولا يمكن الاعتماد عليها كحل جذري لأزمة المياه، لأنها لا تنتج كميات كافية من الأمطار، إضافة إلى أن الظروف البيئية لا تسمح بتطبيقها في كل مكان وزمان.

أزمة المياه تهدد طهران

تعد أزمة المياه في إيران الأسوأ منذ عقود، وقد صرح مسؤولون بأن طهران قد تصبح غير صالحة للسكن قريباً إذا استمر الجفاف، ويقطن طهران أكثر من 10 ملايين نسمة، وقد تضطر الحكومة إلى ترشيد المياه بشكل كبير، بل وحتى إجلاء السكان إذا لم تتحسن الظروف.

تغير المناخ.. المحفز الأكبر

لا يمكن إغفال دور تغير المناخ في تفاقم أزمة المياه في إيران، فارتفاع درجات الحرارة يزيد من التبخر ويقلل من المياه الجوفية، وأدى ذلك إلى انخفاض حاد في مستويات المياه في الخزانات والسدود، حتى أن بعضها جف تماماً، إضافة إلى ذلك، أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى انقطاع متكرر للكهرباء، مما دفع الحكومة إلى إعلان عطلات رسمية طارئة لتقليل الاستهلاك.