فيضانات كارثية تجتاح إيران بعد تلقيح السحب لمكافحة الجفاف هل انقلبت جهود الاستمطار إلى نقمة وسيول مدمرة
بعد شهور من الجفاف الحاد الذي أرهق إيران، وشحّ معه الماء حتى باتت البلاد على شفا كارثة بيئية، انقلبت الأحوال فجأة لتشهد مناطق غرب البلاد فيضانات مفاجئة، وذلك إثر هطول أمطار غزيرة غير متوقعة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول جدوى الحلول المؤقتة لمواجهة أزمة المناخ.
فيضانات مفاجئة في غرب إيران بعد موجة جفاف قاسية
أصدرت منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية تحذيرات من خطر الفيضانات في ستة أقاليم غربية، بالتزامن مع توقعات بهطول الأمطار في 18 إقليمًا آخر حول البلاد، ويأتي هذا التحذير في وقت انخفض فيه معدل الأمطار في إيران بنسبة كبيرة تصل إلى 85% عن المتوسط السنوي، مما أدى إلى استنزاف مخزونات المياه وقطع الإمدادات عن مناطق واسعة، بما في ذلك أجزاء من العاصمة طهران، مما يزيد من معاناة السكان ويضع ضغوطًا إضافية على الحكومة.
أسباب تفاقم أزمة المياه في إيران
تعزو السلطات تفاقم أزمة المياه في إيران إلى عدة عوامل متشابكة، منها سوء الإدارة والممارسات الزراعية غير الفعالة، بالإضافة إلى الحفر العشوائي للآبار، كما لا يمكن تجاهل تأثيرات التغير المناخي التي باتت ملموسة في جميع أنحاء العالم، ويسهم الجفاف الطويل في زيادة احتمالات حدوث السيول، حيث تفقد التربة قدرتها على امتصاص كميات كبيرة من المياه عند هطولها بشكل مفاجئ.
عمليات الاستمطار كحل مؤقت للأزمة
في محاولة لمواجهة الجفاف، أعلنت إيران مؤخرًا عن تنفيذ أول عملية استمطار هذا العام فوق حوض بحيرة أرومية شمال غربي البلاد، وتعتمد هذه التقنية على نشر مواد كيميائية في الغيوم بهدف زيادة كمية الأمطار، إلا أن خبراء الأرصاد يؤكدون أن الاستمطار ليس سوى حل مؤقت ولا يمكن تطبيقه إلا في ظروف جوية محددة، بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفته العالية لا تتناسب مع حجم الأمطار المطلوبة لحل أزمة المياه المتفاقمة في البلاد.
مستقبل طهران في ظل الجفاف المستمر
تحذر رئيسة منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية من أن الظروف الجوية الحالية لا تسمح بتنفيذ عمليات استمطار فوق طهران، وفي الوقت نفسه، يحذر المسؤولون من أن العاصمة قد تصبح “غير صالحة للسكن” إذا استمر الجفاف الشديد دون حلول جذرية، مما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة ومستدامة لضمان مستقبل آمن للمياه في إيران.
