تلقيح السحب في إيران يتحول لكارثة أمطار غزيرة تسبب فيضانات مدمرة بعد سنوات من الجفاف القاتل.
بعد أشهر من الجفاف الحاد الذي أرهق إيران، شهدت البلاد تحولًا مفاجئًا مع أمطار غزيرة تسببت في فيضانات في عدة مناطق غربية. هذا التغيير المناخي الدراماتيكي يأتي بعد محاولات الحكومة لتلقيح السحب بهدف زيادة الهطول المطري والتخفيف من أزمة المياه المتفاقمة.
فيضانات مفاجئة تعقب جهود تلقيح السحب في إيران
أصدرت منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية تحذيرات من الفيضانات في ستة أقاليم غربية، مع توقعات بهطول الأمطار في غالبية البلاد. يأتي هذا في وقت انخفض فيه معدل الأمطار بنسبة كبيرة، مما أدى إلى استنزاف الخزانات ونقص حاد في إمدادات المياه حتى في العاصمة طهران. السلطات تعزو هذه الأزمة إلى عوامل متعددة، من بينها سوء الإدارة، والحفر غير القانوني للآبار، والممارسات الزراعية غير الفعالة، بالإضافة إلى تأثيرات التغير المناخي المتسارعة.
استمطار السحب كحل مؤقت
تعتمد تقنية استمطار السحب على نشر مواد كيميائية في الغيوم لزيادة كمية الأمطار، ولكن الخبراء يؤكدون أن هذا الحل مؤقت ومحدود الفعالية، ولا يمكن تطبيقه إلا في ظروف جوية معينة. إيران قامت مؤخرًا بتنفيذ عمليات استمطار فوق حوض بحيرة أرومية، وهي منطقة بعيدة عن المناطق التي شهدت الفيضانات، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه التقنية في مواجهة الأزمة الحالية.
هل تصبح طهران غير صالحة للسكن؟
حذرت رئيسة منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية من أن التكلفة العالية لعمليات الاستمطار لا تتناسب مع حجم الأمطار المطلوبة لحل أزمة المياه المتفاقمة. وأضافت أن الظروف الجوية الحالية لا تسمح بتنفيذ عمليات استمطار فوق طهران، في الوقت الذي يحذر فيه المسؤولون من أن العاصمة قد تصبح “غير صالحة للسكن” إذا استمر الجفاف دون حلول جذرية، مما يستدعي البحث عن حلول مستدامة وفعالة لإدارة الموارد المائية بشكل أفضل.
