إيران تواجه مفارقة الأمطار الغزيرة تغرق البلاد بعد سنوات الجفاف وأزمة المياه الحادة تهدد حياة السكان

بعد سنوات من الجفاف القاسي الذي أرهق إيران، وشحّ معه مورد المياه، شهدت بعض المناطق الغربية من البلاد تحولًا مفاجئًا تمثل في أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات، في مشهد يجمع بين الأمل والقلق. هذه الأمطار تأتي بعد فترة عصيبة اضطرت السلطات إلى اللجوء لتدابير غير تقليدية مثل تلقيح السحب، في محاولة يائسة لزيادة معدلات الهطول وإنقاذ البلاد من أزمة مياه غير مسبوقة.

تحذيرات الأرصاد الجوية من الفيضانات في إيران

أطلقت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية تحذيرات من خطر الفيضانات في ست محافظات غربية، مؤكدة أن الأمطار الغزيرة ستطال 18 محافظة من أصل 31 على مستوى البلاد. هذا التحذير يأتي في ظل تراجع حاد في معدلات هطول الأمطار وصل إلى 85% عن المعدلات الطبيعية، مما أثر بشكل كبير على مخزون المياه الجوفية وتسبب في جفاف العديد من مصادر المياه، حتى في العاصمة طهران.

ما هي أسباب تفاقم أزمة المياه في إيران؟

تتضافر عدة عوامل لتفاقم أزمة المياه في إيران، منها:

  • سوء الإدارة: عدم التخطيط السليم للموارد المائية يؤدي إلى استنزافها بشكل غير مستدام.
  • حفر الآبار غير القانوني: استخراج المياه الجوفية بشكل عشوائي ودون رقابة يزيد من الضغط على المخزون المائي.
  • ممارسات زراعية غير فعالة: استخدام أساليب ري تقليدية تستهلك كميات كبيرة من المياه دون تحقيق إنتاجية عالية.
  • تغير المناخ: ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الهطول يساهمان في زيادة الجفاف وتقليل كميات الأمطار.

كما أن ظروف الجفاف الطويلة تقلل من قدرة التربة على امتصاص المياه، مما يزيد من خطر الفيضانات المفاجئة حتى مع هطول كميات معتدلة من الأمطار.

الحكومة الإيرانية تتخذ خطوات للتعامل مع أزمة المياه

في مواجهة هذه التحديات، اتخذت الحكومة الإيرانية عدة خطوات، من بينها تنفيذ أول عملية تلقيح للسحب هذا العام فوق مستجمع مياه بحيرة أرومية، وهي منطقة تبعد عن المناطق المتضررة بالفيضانات. تعتمد هذه التقنية على حقن السحب بمواد كيميائية لتحفيز وزيادة كمية الأمطار المتوقعة، بشرط توفر الظروف الجوية المناسبة لنجاح هذه العملية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *