أمطار الخير تنعش غابات السنديان والقيقب المتعطشة هل تعود الحياة الخضراء لتلك المساحات الشاسعة من جديد

بعد طول انتظار وترقب، عادت الحياة إلى الأرض العطشى! الأمطار الغزيرة التي هطلت في منتصف شهر تشرين الثاني الحالي لم تروِ فقط ظمأ الأرض، بل بعثت الأمل في قلوب المزارعين والمهتمين بالبيئة، خاصة بعد موسم 2024/2025 الذي سجل كأحد أضعف المواسم المطرية منذ نصف قرن، فهل ستكون هذه الأمطار بداية لموسم زراعي واعد؟ هذا ما نأمله جميعًا.

الأمطار تنعش غابات برقش وعجلون: بصيص أمل للموسم الزراعي

يؤكد الدكتور أحمد محمود الشريدة، الباحث المتخصص، أن غابات برقش في لواء الكورة بمحافظة إربد، بالإضافة إلى مناطق عجلون المرتفعة، قد استقبلت كميات وافرة من الأمطار خلال الأيام الماضية، حيث وصلت إلى حوالي 60 مليمترًا، هذه الكمية تعد بشرى خير، وتشير إلى تحسن ملحوظ في التغذية المائية للتربة، وارتفاع نسبة الرطوبة التي كانت تعاني من جفاف شديد.

جولة ميدانية تكشف عن تحسن ملحوظ في صحة الأشجار

خلال جولة ميدانية في الغابة، لاحظ الدكتور الشريدة علامات إيجابية على الأشجار المتنوعة، فقد استعادت معظم أشجار البلوط والملول والسنديان والعفص والقطلب (القيقب) عافيتها بشكل جزئي، هذه الأشجار، التي تشكل جزءًا حيويًا من الغطاء النباتي للمنطقة، أظهرت مقاومة ملحوظة للجفاف، وعادت إليها الحياة بفضل هذه الأمطار المباركة.

مستقبل الأشجار الحرجية مرهون بسلامة البراعم

أما بالنسبة للأشجار الحرجية التي بدأت تظهر عليها علامات الجفاف، مثل اصفرار الأوراق وذبول الأفرع، فإن الأمل لا يزال قائمًا في استعادة حيويتها، هذا يعتمد بشكل كبير على بقاء البراعم حية وسلامة الأنسجة الداخلية لتلك الأشجار، فإذا كانت هذه العناصر سليمة، فإن فرصة عودة الأشجار إلى سابق عهدها قوية، هذه الأمطار تعد بمثابة جرعة حياة جديدة للغابات، وتحمل في طياتها وعدًا بمستقبل أخضر ومزدهر، ولكن الأمر يتطلب متابعة دقيقة ورعاية مستمرة لضمان استدامة هذا التحسن.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *