تتويج فيلم هند رجب للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة الجمهور في ختام مهرجان سان سيباستيان بنسخته الـ 73 وإشادة ببلاد الباسك
لقطة من فيلم «هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.
فاز فيلم “هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة أفضل فيلم ضمن مسابقة “جواهر” في مهرجان سان سيباستيان، حيث منحها جمهور المدينة عبر تصويت مباشر خلال أيام المهرجان. وصرح بطل الفيلم، معتز ملحيس، بأنه إهداء الجائزة للطفلة الشهيدة هند، التي رفضت الصمت ولعائلتها ولكافة ضحايا الإبادة الجماعية في فلسطين. وأكد ملحيس: “لم نشعر بهذا الارتباط مع دولة أوروبية من قبل. هذا يعني الكثير لنا. من خلال صوت هند رجب، سعينا لتحويل الفن إلى عمل نضالي. آمل أن يصل هذا العمل لأكبر عدد من الناس لتكون أصواتكم صدى لأطفالنا.” كما شكر السينمائيين الإسبان وأهالي سان سيباستيان على دعمهم واحتضانهم لقضية الشعب الفلسطيني.
اختارت لجنة تحكيم جائزة “برنامج 2030”، برعاية حكومة بلاد الباسك، منح لقبها لفيلم “هند رجب” لأنه يجسد قيم الاستدامة والتضامن، كجزء من أهداف التنمية المستدامة التي تدعمها الأمم المتحدة. أوضحت اللجنة بأن “الفن ينبع من الطوارئ، وعندما يبدو أن الرعب يسرق كلماتنا، يظهر صوت هند رجب كبديل للخوف، مما يدفعنا للعمل ويكشف لنا عن مجموعة استثنائية من الأفراد الذين يفعلون ذلك بالفعل.”
أدانت إيبوني بينغوإيتشيا، مستشارة قطاع الثقافة في حكومة الباسك، “الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني” مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار. أكدت أن “السينما تُلهم الضمائر وتفتح النقاشات وتحقق التغييرات التي كانت تبدو مستحيلة من قبل.” وأشارت إلى أن صوت هند رجب يذكرنا بأنه عندما يسعى العنف لإسكات الناس، يمكن للسينما أن تكون صوتًا جمعيًا، مما يحفزنا على رؤية الحقائق التي نفضل تجاهلها.”
حظي الفيلم باستقبال حافل، حيث نفدت تذاكر العرض في الساعات الأولى من طرحها. ورغم ذلك، لم يتمكن العديد من المعتمدين بالمهرجان من دخول الفيلم بسبب البطاقة المفقودة. عُرض الفيلم في عدة قاعات، وتم تنظيم مسيرة تضامنية في إحدى العروض الرسمية تحت شعار “السينما مع فلسطين.”
يروي فيلم “هند رجب” مأساة الطفلة الغزية هند، البالغة من العمر ست سنوات، التي علقت داخل سيارة تحت قصف إسرائيلي في 29 يناير 2024. حاول متطوعو الهلال الأحمر إنقاذها دون جدوى، حيث ظلوا على تواصل معها عبر الهاتف حتى اللحظة الأخيرة.