سوق العمل السعودي يشهد تحولاً ملحوظاً مع تسجيل بطالة السعوديين أدنى مستوى تاريخي عند 6.8%

سجّل معدل البطالة في السعودية في الربع الثاني من عام 2025 ارتفاعًا طفيفًا بمقدار نصف نقطة مئوية ليصل إلى 6.8%، بعد أن كان عند مستوى 6.3% في الربع الأول، ورغم هذا الارتفاع، يبقى المعدل ضمن أدنى المستويات تاريخياً، متجاوزاً مستهدف “رؤية السعودية 2030” البالغ 7%، إلا أن هذا الارتفاع يثير تساؤلات حول استدامة خلق الوظائف في ظل النمو الاقتصادي، خاصة في القطاع غير النفطي، بحسب “الاقتصادية” السعودية.

انخفاض معدل البطالة الإجمالية للسكان

بيّنت بيانات الهيئة العامة للإحصاء انخفاض معدل البطالة لإجمالي السكان (سعوديين وغير سعوديين) إلى 3.2% في الربع الثاني من العام 2025، مقارنة بـ3.6% في الربع الأول، مما يعكس تحسنًا طفيفًا في معدل البطالة مقارنة بالربع الثاني من 2024، إذ انخفض بمقدار 0.1 نقطة مئوية، ويشير هذا التراجع إلى تحسين فرص العمل على مستوى السوق بشكل عام، مدعومًا بزيادة توظيف المقيمين في قطاعات متنوعة.

تباين البطالة بين الجنسين والفئات العمرية

أوضحت الإحصاءات أن معدل بطالة السعوديات تراجع إلى 11.3% مقارنة بـ12.8% في العام الماضي، لكنه ارتفع بمقدار 0.8 نقطة مئوية على أساس ربع سنوي، ورغم ذلك تبقى هذه النسبة ضمن أدنى المستويات تاريخياً، في حين انخفضت بطالة الذكور السعوديين إلى 4.3% وبلغ معدل البطالة لغير السعوديين 1.4%، أما الشباب (15–24 عاماً) فشهدوا تراجعًا في معدل البطالة إلى 20.6%، بينما ارتفعت البطالة في الفئة العمرية الأساسية (25–54 عاماً) إلى 5.9%.

تحليل المشاركة في القوى العاملة

أظهرت البيانات أن معدل المشاركة في القوى العاملة للجميع بلغ 67.3%، مقارنة بـ67.1% في الربع الأول، بينما تراجع معدل المشاركة بين السعوديين إلى 45.9%، بانخفاض 1.3 نقطة مئوية على أساس سنوي، وانخفضت مشاركة السعوديات إلى 34.5%، لكنها ما تزال تتجاوز مستهدف “رؤية 2030” البالغ 30%.

أهمية برامج التوطين لدعم القطاع الخاص

يرى المحللون أن برامج التوطين ومبادرات دعم القطاع الخاص أسهمت في استقرار معدلات البطالة، حيث بلغ عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص 2.47 مليون مواطن ومواطنة، كما ساهم صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) في توظيف حوالي 190 ألف سعودي وسعودية خلال الربع الثاني، وبلغت قيمة الدعم المقدم للتدريب والتمكين والإرشاد حوالي 1.94 مليار ريال.

رغم الارتفاع الطفيف في معدل البطالة، تشير المؤشرات العامة إلى تحسن سوق العمل الكلي في السعودية، حيث يظل القطاع غير النفطي المحرك الرئيسي لخلق الوظائف، والتحدي القادم يتمثل في خفض البطالة إلى 5%، وهو المستهدف الجديد من وزارة الموارد البشرية، ويعد دعم مشاركة المرأة والشباب في سوق العمل ركيزة أساسية لتحقيق هذا الهدف.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *