عواصف هوجاء تلوح في الأفق لتغير المناخ وتداعياتها على حياتنا اليومية وبيئتنا المهددة بالخطر
مرّت أيام قليلة منذ السابع من أكتوبر 2025، تاركةً خلفها ذكرى مؤلمة لطوفان الأقصى الذي هزّ قطاع غزة والشرق الأوسط قبل عامين، حيث أدى إلى اشتعال حروب مُرهِقة لا تزال تحصد الأرواح وتؤجج القلق في نفوس الشعوب، وتعطي انطباعًا بأن ما هو قادم قد يكون أكثر قسوة وتعقيدًا، ليس فقط على مصير المنطقة، بل أيضًا على مستقبل السلام في العالم.
التوازنات الجديدة في الشرق الأوسط
خلال السنوات الماضية، انتشر في الأوساط الغربية، خاصة لدى الساسة الأمريكيين، الحديث حول ضرورة إعادة بناء الشرق الأوسط وفق توازنات جديدة، ويبدو أن هذه الخطط تمهد لزيادة تدخل القوى الخارجية، خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك يبقى السؤال: ما هي قناعات دول المنطقة بشأن ما يتردد هنا وهناك؟
أهمية دور دول المنطقة
تتجه التوازنات في الشرق الأوسط، رغم دورها الحيوي، إلى عدم تركها فقط لإرادة الدول، إذ إن لهذه الدول هوامش قانونية وسياسية تتناسب مع حجمها، وقد زادت هذه الهوامش مع تطور قدراتها العسكرية والاقتصادية، وطبيعة علاقاتها الدولية.
التأثيرات العالمية على التوازنات الإقليمية
لا يمكن أن تعزى التوازنات الجديدة فقط للقدرات العسكرية، إذ إن المنطقة ليست مجرد ساحة للحروب، بل ساحة لمصالح ترتبط بعلاقات دولها بالعالم، بما يضمن توازنها ويدعم أمنها القومي، كما أن الأبعاد الجغرافية للمنطقة وثرواتها الطبيعية تثير اهتمام القوى العظمى.
السعي نحو توازنات مركزية
بالرغم من أن دول المنطقة تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل السياسات، لا يمكن تجاهل دور الدول الأخرى، خصوصًا الشمال الأفريقي، لذا لا يمكن دراسة الوضع دون الإشارة إلى دور هذه الدول في المستجدات الإقليمية. إن الفرنسيون والأوروبيون، بما لديهم من علاقات تاريخية، يمتلكون تأثيرًا ملموسًا على التوازنات.
تظهر التحديات المستمرة في بناء توازنات مستقرة طويلة الأمد بصعوبة، بل وعدم إمكانية ذلك بعيدًا عن إرادة الدول المعنية، ويبرز اتجاه متزايد نحو استخدام ضغوط سياسية لتعزيز بعض التغيير، يخدم الأهداف المرتقبة للعديد من القوى الكبرى، مما يضع المنطقة على حافة تحولات جذرية.