هبوط ملحوظ في أسعار الذهب والفضة بعد ارتفاعات قياسية بفعل عمليات جني الأرباح المفاجئة والمكثفة

كتب- أحمد عادل

تواصل أسعار الذهب والفضة تراجعها بشكل ملحوظ يوم الأربعاء، وسط تصحيح حاد يُعد الأكبر في سوق المعادن الثمينة منذ أكثر من عقد، ويعود السبب في هذا الانخفاض إلى عمليات جني الأرباح الواسعة التي قام بها المستثمرون، وذلك بعد الارتفاعات الكبيرة التي حققتها هذه المعادن خلال الأشهر الماضية.

انخفاض كبير في أسعار الذهب والفضة

سجل الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة تصل إلى 3% خلال جلسة الأربعاء، حيث تم تداوله عند حوالي 4,000 دولار للأونصة، قبل أن يتمكن من تقليص بعض خسائره، ويأتي هذا التراجع بعد هبوط حاد بنسبة 6.3% في جلسة الثلاثاء، مما يعد أكبر خسارة يومية للذهب منذ أكثر من 12 عامًا.

أما الفضة، فلم تكن بعيدة عن هذه الخسائر، إذ واصلت تراجعها بعد أسبوع من انخفاض حاد بلغ 8.7% في الجلسة السابقة، حيث تعود هذه الانخفاضات إلى مؤشرات فنية لم تكشف عن دخول المعادن الثمينة في منطقة “مبالغة سعرية”، عقب موجة صعود قياسية دفعت بأسعار هذه المعادن إلى مستويات متقدمة.

نهاية موجة صعود الذهب

هذا التراجع المفاجئ أنهى سلسلة مكاسب مذهلة استمرت تسعة أسابيع متتالية للذهب، والتي حقق خلالها مكاسب تقارب 55% منذ بداية العام، بدعم من مشتريات قوية من البنوك المركزية، وتدفقات كبيرة إلى صناديق المؤشرات المتداولة، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية.

علق نيكولاس فرابيل، رئيس الأسواق المؤسسية العالمية في شركة “إيه بي سي ريفاينري” (ABC Refinery) في سيدني، بقوله: “قد يكون المستثمرون قد فكروا: لماذا لا نقوم بالبيع الآن؟ فالغالبية دخلت السوق عند مستويات شراء جيدة، مما يجعل الوقت الحالي مناسبًا لجني الأرباح.”

توقعات السوق للفترة المقبلة

على الرغم من التصحيح الحاد، يرى المحللون أن الأساسيات الداعمة لأسعار الذهب والفضة لا تزال قائمة، خصوصًا في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وتقلبات الأسواق العالمية، وازدياد اهتمام المؤسسات المالية الكبرى، إلا أن التحركات الأخيرة قد تشير إلى مزيد من التذبذب في أسعار المعادن الثمينة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن المبالغة في التسعير، وترقب الأسواق لأي إشارات جديدة من البنوك المركزية حول السياسات النقدية وأسعار الفائدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *