رونالدو وماسك يفاجئان العالم بحضورهما عشاء ترامب مع ولي العهد السعودي في البيت الأبيض
تستعد العلاقات السعودية الأمريكية لدخول مرحلة جديدة ومفصلية، تتجاوز صفقات السلاح التقليدية إلى شراكة استراتيجية شاملة تعيد رسم ملامح الأمن الإقليمي. قبيل زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى البيت الأبيض، وافقت واشنطن على بيع الرياض مقاتلات “إف-35” المتطورة، في خطوة تعكس عمق التحالف والرغبة في تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة.
تأتي هذه الزيارة، بعد أشهر قليلة من توقيع حزمة اتفاقيات دفاعية واستثمارية ضخمة، كاختبار حقيقي لمدى التزام الطرفين بتفعيل هذه الاتفاقيات، وترجمة التعهدات الكبرى إلى واقع ملموس. هذه الشراكة الاستراتيجية الواسعة تشمل قطاعات الأمن، والسياسة، والتكنولوجيا، والاستثمار، مما يعكس رؤية مشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية.
شراكة دفاعية سعودية أمريكية: آفاق جديدة للأمن الإقليمي
### نقلة نوعية في التعاون العسكري
في مايو الماضي، شهدت العلاقات السعودية الأمريكية واحدة من أكبر حزم التعاون الدفاعي والاقتصادي، بقيمة بلغت 142 مليار دولار. زيارة ولي العهد الحالية تمثل فرصة لمتابعة تنفيذ هذه العقود وحسم الملفات العالقة، خاصة في مجالات التسليح والاستثمار والتعاون الأمني.
### مقاتلات “إف-35”: تعزيز القدرات الاستراتيجية
تعتبر صفقة بيع مقاتلات “إف-35” للسعودية محوراً هاماً في أجندة الزيارة. هذه المقاتلات ستمنح الرياض قدرة استراتيجية نوعية، وتعيد توازن القوى في الخليج، في ظل التهديدات المتزايدة. هذه الخطوة تعتبر “تحولاً كبيراً” في السياسة الأمريكية، حيث ستكون السعودية أول دولة عربية تمتلك هذا النوع من الطائرات.
### اتفاق أمني ثنائي شامل
بالتوازي مع التعاون العسكري، يجري العمل على صياغة اتفاق أمني ثنائي، يتضمن التزامات دفاع متبادل، وتعاوناً استخباراتياً أوسع، وترتيبات لأمن الملاحة في البحر الأحمر والخليج، وآليات مشتركة للتعامل مع التهديدات الإقليمية.
### استثمارات في التكنولوجيا والدفاع
تتضمن الشراكة السعودية الأمريكية استثمارات ضخمة في مجالات التكنولوجيا والدفاع، حيث افتتحت شركات كبرى مثل “بوينغ” و”لوكهيد مارتن” مراكز للتدريب والصيانة وخطوط إنتاج محلية في المملكة. هذه الاستثمارات تساهم في تحقيق “رؤية 2030” لتوطين الصناعات العسكرية والتقنية في المملكة.
من الواضح أن الشراكة السعودية الأمريكية تتجه نحو آفاق جديدة، تتجاوز مجرد تبادل المصالح إلى رؤية استراتيجية مشتركة للأمن الإقليمي، والاستقرار، والازدهار.
