نظام التراست البنكي يمثل الحل الأمثل للارتقاء بمنظومة التمويل العقاري في مصر وتحقيق الاستدامة الاقتصادية

يشهد سوق التمويل العقاري المصري فرصًا استثنائية للنمو، وفقًا لهشام عز العرب، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي – مصر (CIB)، بالرغم من التحسينات الملحوظة التي شهدها خلال السنوات الأخيرة، حيث باتت نظم التقسيط طويلة الأجل التي تقدمها العديد من شركات التطوير العقاري تنافس الأدوات التمويلية التقليدية. هذه النظم تسمح بفترات سداد تصل إلى 12 أو 13 عامًا، حيث تُدرج الفوائد ضمن سعر الوحدة النهائي، مما يُعزز من جاذبية السوق.

إعادة هيكلة المنظومة العقارية: ضرورة ملحة

خلال ندوة نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي، دعا عز العرب إلى ضرورة إعادة هيكلة شاملة للمنظومة العقارية والتمويلية، من خلال تبني نموذج حسابات “التراست” البنكية المعمول به في العديد من الأسواق العالمية، حيث تقوم البنوك بالإشراف على إيداع مقدمات العملاء ومدفوعاتهم، مما يمكنها من صرف التمويل للمطورين على مراحل محددة، وفقًا لنسب الإنجاز الفعلي للمشروعات، وهذا سيساهم في تعزيز ثقة العملاء.

فوائد تطبيق نظام “التراست”

يُسهم هذا النموذج في ضمان استخدام أموال المشترين بشكل فعال، ويتيح للبنوك تمويل المشاريع ضمن آجال محددة مثل خمس سنوات، مع إجراء مراجعة دورية لأسعار الفائدة تتماشى مع تطورات السوق، مما يعزز من استقرار السوق العقارية.

فصل أنواع التمويل العقاري: خطوة مهمة

شدد عز العرب على أهمية الفصل بين نوعي التمويل العقاري، حيث يختلف تمويل الأفراد لشراء الوحدات السكنية عن تمويل المشاريع العقارية للمطورين، مما يستدعي وجود إطار تنظيمي واضح يحدد مسؤليات كل طرف، وهذا يخلق بيئة أكثر تنظيمًا وشفافية.

اختتم عز العرب حديثه بنغمة مازحة، حيث قال: “ما حدش يقول إن أنا قلت الكلام ده”، في إشارة إلى جرأة اقتراحه الذي قد يثير تحفظات بعض المطورين، مؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي يتطلب تبني نظم عالمية أكثر شفافية وانضباطًا لضمان استدامة النمو وجذب الاستثمارات طويلة الأجل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *