فائض الحكام في الرياضة لا يعني تحقيق العدالة الحقيقية بل قد يزيد من فوضى المنافسات وتجارب المشجعين
لا يمكن أن يتحقق العدل في وجود أخطاء التحكيم المستمرة والقاسية، فالأحداث الأخيرة في الدوري السعودي تؤكد ذلك.
2025-10-22
إشكالية التحكيم وتأثيرها على المباريات
عقب نهاية الشوط الأول من مباراة النصر والفتح، انفجر البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر، غاضبًا تجاه حكم المباراة، حيث اعتبر أن القرار الذي أوقف هجمة لفريقه بداعي التسلل كان خاطئًا. وقد أشار رونالدو إلى أن “الدوري في مستوى عالٍ، والتحكيم ليس كذلك”، رغم أن الحكم كان دقيقًا في قراره، لكن الأخطاء كانت ملاحظة بشكل واسع في ذات الجولة، وفي الجولات السابقة أيضًا. ففي مباراة الاتحاد والفيحاء، كاد الحكم يحرم الفيحاء من نقطة مستحقة عبر احتساب ركلة جزاء غير صحيحة، ولحسن الحظ ضاعت الركلة، بينما في مباراة الأهلي والشباب، تمت احتساب ركلة جزاء للأهلي بدعوى أنها صحيحة، رغم أن معظم المحللين قد اعتبروها غير مستحقة.
الحكام الأجانب: بين التكاليف والأداء
شهدت مباراة الهلال والاتفاق قرارات تحكيم مثيرة للجدل، حيث احتسبت ركلتا جزاء للهلال، وكذلك واحدة للاتفاق، لكن الوضع الأسوأ كان بغياب حالة الطرد الواضحة على لاعب الاتفاق. ومع أن الحكام الأجانب الذين شاركوا في مباريات الأهلي والشباب والهلال والاتفاق قد حصلوا على تكاليف تصل إلى 450,000 ريال لكل منهم، إلا أن الأداء لم يكن مرضيًا، مما أثر سلبًا على مجريات المباريات. يجب أن نحذر من أن الأندية التي تدفع مبالغ كبيرة تستحق الحصول على حكام من النخبة، لكن الواقع يدل على عكس ذلك.
دعوة للتغيير: ضرورة تقييم أداء الحكام
الوضع الحالي يحتم التفكير في استراتيجيات جديدة لانتقاء الحكام، إذ يظل الأداء متدنيًا سواء من الحكام المحليين أو الأجانب، مما يؤثر على مجريات الدوري السعودي. على الرغم من أن الأندية تدفع تكاليف مرتفعة، إلا أنها غالبًا ما تتلقى أداءً أقل من المتوقع، مما يدعو للتساؤل: لماذا لا يتم جلب حكام من عيار أعلى كما هو الحال في الدوريات الأخرى، مثل الدوري المصري والدوري القطري؟. عدم الرضا عن الأداء الحالي أصبح أمرًا شائعًا، ما يدفعنا للتفكير في خطوات جادة لتحسين مستوى التحكيم وجعل الدوري السعودي أكثر تنافسية عدلاً.