تراجع سعر الذهب اليوم وسط ضغوط مزدوجة تؤثر على ثقة المستثمرين وتعيد ترتيب المشهد الاقتصادي العالمي
شهد سعر الذهب اليوم الثلاثاء هبوطاً طفيفاً بعد أن سجل ارتفاعاً إلى أعلى مستوى له خلال ستة أسابيع في الجلسة السابقة، متأثراً بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وجني الأرباح من قبل المستثمرين. ويتابع المتعاملون عن كثب عددًا من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تحمل مؤشرات مهمة تأثر بشكل مباشر على توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي.
تراجع أسعار الذهب وسط ارتفاع عوائد السندات الأمريكية
انخفض سعر الذهب في السوق الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 4218.71 دولار للأوقية بحلول الساعة 10:21 صباحاً بتوقيت أبوظبي، بينما تراجعت أيضًا العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.6% مسجلة 4250.70 دولار للأوقية. ويُعزى هذا الانخفاض إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم أصولهم واستراتيجياتهم الاستثمارية، خاصة في ظل توقعات أسواق المال بخفض محتمل لأسعار الفائدة في ديسمبر.
توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على سوق الذهب
تكشف أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي.إم.إي أن هناك احتمالًا بنسبة 88% بأن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل، ما يعزز من جاذبية الذهب كأصل غير مُدر للعوائد، حيث غالباً ما يرتفع الذهب في بيئة أسعار فائدة منخفضة. رغم ذلك، يظهر بعض التحفظ في الأسواق خاصة مع عدم وجود إشارات واضحة من رئيس المجلس، جيروم باول، خلال خطابه الأخير في جامعة ستانفورد بشأن الاقتصاد أو السياسة النقدية.
تحليل حركة الذهب والأسواق المالية
أكد تيم ووترر، كبير محللي السوق في “كيه.سي.إم تريد”، أن الذهب يعاني من ضعف مؤقت في أدائه بسبب الحذر السائد بين المستثمرين، معتبراً أن الصورة الأساسية للسوق بقيت مستقرة، خاصة مع استمرار توقعات تخفيض أسعار الفائدة التي تبقى داعماً قوياً لسعر المعدن النفيس. إلا أن عدم وضوح موقف باول من التيسير النقدي يدفع الأسواق للحذر في الوقت الحالي.
تطورات أسعار المعادن النفيسة الأخرى
شهدت المعادن الثمينة الأخرى انخفاضًا ملحوظًا حيث تراجعت الفضة بنسبة 1.3% لتصل إلى 57.24 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.9% إلى 1643.10 دولار، فيما هبط البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1419.50 دولار للأوقية. هذه التحركات تعكس تذبذباً عاماً في الأسواق المالية نتيجة التغيرات المستمرة في السياسات النقدية الأمريكية والتقلبات الاقتصادية العالمية.
