الريال اليمني يسجل رقما تاريخيا جديدا مقابل الريال السعودي مما يثير حالة من الذهول بين اليمنيين

تشهد العملة اليمنية تحولًا غير مسبوق، حيث اقترب الريال اليمني من مستويات صادمة مقابل الريال السعودي، مما أثار حالة من الذهول بين اليمنيين، إذ بلغت الفجوة في أسعار الصرف 203% بين صنعاء وعدن مساء اليوم. في هذه الظروف الاقتصادية المتقلبة، بلغ سعر صرف الريال السعودي في عدن 425 ريالًا يمنيًا، بينما لا يتجاوز 140 ريالًا في صنعاء، مما يعني أن نفس الورقة النقدية تتحول لقيمة ثلاثة أضعاف عند الانتقال لمجرد 400 كيلومتر! يحذر الخبراء من تقلبات حادة قد تؤدي إلى فقدان أو كسب ثلث قيمة الأموال خلال 24 ساعة، مما يدفع الجميع إلى متابعة ما يحدث عن كثب.

الفجوة في أسعار الصرف وتأثيرها على الاقتصاد

شهدت الأسواق في اليومين الماضيين استقرارًا نسبيًا مضللاً، حيث استمرت الفجوة الكبيرة بين أسعار الصرف، بتسجيل 425 ريالًا سعوديًا في عدن ومأرب مقابل 140 ريالًا فقط في صنعاء. ووفقاً لقول د. محمد الشامي، الخبير الاقتصادي، فإن هذه الحالة تشكل تهديدًا بتصاعد التضخم وصعوبة ضبط الأسواق، مما يعكس واقعًا مأساويًا لعائلات تعيش في نفس البلاد لكن بأسعار عملات مختلفة.

حرب العملات وانعكاساتها على السوق المحلية

منذ انقسام البنك المركزي في عام 2016، يعيش اليمن أزمة عملات صامتة ناجمة عن الصراع السياسي، وشح العملة الصعبة، وضعف التحويلات الخارجية، مما يذكّر بأزمة انقسام ألمانيا الشرقية والغربية. يحذر الخبراء من احتمال انهيار اقتصادي شامل إذا استمرت الظروف على ما هي عليه.

تأثير الفجوة على الحياة اليومية للتجار والمواطنين

على الساحة اليومية، تكلفة كل كوب شاي في صنعاء تعادل ثلاثة أضعافه في عدن، مما يفاقم التضخم ويعقد عمليات التجارة. يبدي المراقبون مخاوف بشأن ظهور فرص للمضاربين، بينما يُنصح المواطنون بتوخي الحذر فيما يتعلق بالاحتفاظ بالريال. الغضب الشعبي والقلق التجاري يسودان في هذه الظروف، ويستغل المضاربون الوضع لصالحهم.

السؤال الحتمي: هل يمكن توحيد العملة في ظل هذا الانقسام؟

تتواجد في اليمن عملة واحدة، لكن بقيمتين مختلفتين تمامًا، ويطرح هذا السؤال الهام: هل سيرى اليمن توحيد عملته قبل توحيد أراضيه؟ في النهاية، يتعين على المواطنين حماية مدخراتهم والدعوة إلى سياسة نقدية موحدة، إذ يبقى السؤال الأهم: كم من الوقت يمكن لاقتصاد أن يصمد بعملتين في دولة واحدة؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *