عاجل ثورة غير مسبوقة في شروط استقدام العائلات للسعودية لعام 1447هـ عشرة آلاف ريال فقط تكفي لجمع شملك خلال أيام
تخيل أن تكاليف استقدام العائلة في السعودية وصلت إلى 28,800 ريال سعودي سنوياً، هذا المبلغ أصبح الشرط الأساسي لرؤية أطفالك يومياً، في واقع صعب يفرضه قرار جديد على ملايين العائلات العربية. مع اشتراط راتب لا يقل عن 10 آلاف ريال وفرض رسوم سنوية مرتفعة قد تصل إلى 30 ألف ريال، أصبح خيار البقاء مع الأسرة أو العيش في الفقر داخل الوطن هاجساً يؤرق الكثيرين.
شروط استقدام العائلة الجديدة في السعودية: بين الواقع والتحدي
تشترط الحكومة السعودية على الموظفين في القطاع الحكومي أن يتقاضوا راتباً لا يقل عن 10 آلاف ريال أو أن يوفروا سكنًا عائليًا، أما في القطاع الخاص، فيجب أن تكون الوظيفة من التخصصات الفنية غير العمالية براتب مماثل أو 6 آلاف ريال مع سكن عائلي. يدفع الموظفون رسوم تأشيرة بقيمة 2000 ريال، بالإضافة إلى 400 ريال شهرياً لكل مرافق، وهو مبلغ يعادل راتب شهرين في بعض الدول العربية، كما يؤكد محمد الأحمد، مهندس مصري يتقاضى 8 آلاف ريال، معبراً عن معاناته: “أصبحت أرى أطفالي عبر شاشة الهاتف فقط”.
رؤية السعودية 2030 وتأثيرها على استقدام العمالة
تأتي هذه التغييرات في إطار رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز على جذب عمالة ماهرة ومستقرة بدلاً من العمالة المؤقتة. شهدت شروط الإقامة تشديداً تدريجياً منذ 2016، ولكنها وصلت الآن إلى مرحلة من الصرامة غير المسبوقة، حيث يشير خبير قانون الهجرة د. خالد النعيمي إلى أن “الشروط الجديدة ستعيد تشكيل سوق العمالة الوافدة خلال السنتين القادمتين”. تشبه هذه السياسات الهجرة الانتقائية في كندا وأستراليا، والتي تفتح الأبواب فقط للمؤهلين القادرين على تحمل التكاليف.
التحديات الحياتية وتأثيرها على الأسر العربية
يعاني آلاف الأسر العربية من الانفصال القسري، مع أطفال يكبرون بعيداً عن آبائهم، ونساء يرعين الأجيال بمفردهن، كما يروي أبو أحمد من الأردن: “أرى أطفالي مرة واحدة في السنة فقط، وابنتي الصغيرة لا تعرفني”. في المقابل، هناك من تمكن من استقدام عائلته مثل د. سارة المحمدي، الاستشارية الطبية التي يتجاوز راتبها 15 ألف ريال، مما يطرح تساؤلاً مؤلماً: هل ستصبح العائلة امتيازاً للأثرياء فقط؟
خياراتك بين تطوير المهارات وتحمل التكاليف المرتفعة
الشروط الجديدة تعني أن السعودية تسعى إلى استقدام عمالة مؤهلة ومستقرة، لا مؤقتة ومتقطعة الأواصر، مع تكاليف إقامة وعائلة قد تصل إلى 28,800 ريال سنوياً فقط في رسوم الإقامة، دون احتساب السكن والمعيشة. أمام هذا الواقع، أمامك خيارات صعبة: تطوير مهاراتك لزيادة راتبك، أو التضحية بدفع مبالغ أكبر للعيش منفصلاً عن عائلتك، مما يطرح سؤالاً حاسماً للجميع، هل ستدفع الثمن لتحافظ على وحدة عائلتك، أم تختار العيش في الغربة مع آلام الفراق؟
