البنوك السعودية تحقق أرباحا فصلية تاريخية غير مسبوقة تعكس قوة القطاع المالي والنمو الاقتصادي المستدام في المملكة

شهد القطاع المصرفي السعودي إنجازًا تاريخيًا، حيث سجلت البنوك المدرجة أكبر أرباح فصلية في تاريخها خلال الربع الثالث من عام 2025، بإجمالي صافي أرباح بلغ 6.3 مليار دولار (حوالي 23.62 مليار ريال)، محققًا نموًا سنويًا قويًا بنسبة 15%، أي بفارق قدره 800 مليون دولار (3.097 مليار ريال) عن الربع المماثل من العام السابق.

أداء يُبرز قوة البنوك السعودية

شمل هذا الأداء الاستثنائي العشرة مصارف المدرجة في السوق السعودية، مثل «البنك الأهلي السعودي»، و«مصرف الراجحي»، و«بنك الرياض»، وبقية البنوك الأخرى من بينها «البنك السعودي الفرنسي»، و«البنك العربي الوطني»، و«بنك الجزيرة».

قيادة الأهلي والراجحي للأرباح

تصدّر «البنك الأهلي السعودي» قائمة الأرباح بصافي 6.47 مليار ريال، مع نمو قدره 20.55%، بينما جاء «مصرف الراجحي» في المركز الثاني بأرباح تجاوزت 6.36 مليار ريال، محققًا أعلى نسبة نمو بين المصارف تصل إلى 24.63%. بينما حصل «بنك الرياض» على المركز الثالث بأرباح بلغت 2.68 مليار ريال، ونمو بنسبة 1.25%.

نمو تراكمي ملحوظ

بالنظر إلى الأداء التراكمي، ارتفعت أرباح البنوك خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025 بنسبة 17.31%، إلى 18.4 مليار دولار (68.86 مليار ريال) مقارنة بـ15.7 مليار دولار في الفترة ذاتها من عام 2024.

خمسة عوامل تساهم في الأداء التاريخي

يُعزى هذا الأداء القوي لخمسة أسباب رئيسية وفقًا لمحلل الأسواق المالية الدكتور سليمان آل حميد الخالدي:

  • زيادة الإقراض: بسبب الطلب المتزايد على التمويل العقاري والشركات.
  • تحسين جودة الأصول: مما أدى إلى زيادة نسب السداد وانخفاض معدلات التعثر.
  • التحول الرقمي: والذي رفع من كفاءة العمليات المصرفية.
  • نمو الدخل غير التشغيلي: الناتج عن ارتفاع العمولات والعوائد.
  • أسعار الفائدة: التي عززت هوامش الربح للبنوك.

آفاق مستقبلية واعدة

يتوقع الخالدي استمرار النمو في القطاع المالي السعودي خلال الربع الرابع من عام 2025، نتيجة النشاط المتزايد للشركات والمشاريع العملاقة، مما قد يسهم في بلوغ الأرباح مستويات بين 90 و94 مليار ريال، وتبقى التقديرات تشير إلى أن 2025 ستكون عامًا فارقًا في تاريخ البنوك السعودية.

مرونة القطاع المصرفي

أكد المحلل الاقتصادي محمد حمدي عمر على أن النتائج الفصلية تعكس قوة ومرونة القطاع المصرفي السعودي، رغم التحديات الإقليمية والعالمية، حيث ارتفعت معدلات الفائدة، مدفوعة بأداء قوي لعمليات التمويل والتحول الرقمي، مما عزز من نمو الإيرادات وخفض التكاليف، مما يدعم الآمال في استمرار النجاح في السنوات القادمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *